المنبرالحر

مهام تنتظر التيار الديمقراطي (1ـ2) / تحسين المنذري

تُعد إنتخابات مجالس المحافظات الاخيرة نقطة تحول في مسيرة التيار الديمقراطي ، بعد أن إستطاع مرشحوه من الظفر بعشرة مقاعد في بعض مجالس المحافظات التي جرت فيها الانتخابات ، حيث إنتقل التيار الديمقراطي من مرحلة إثبات الوجود الى توسيعه وتعميق جذوره ، وتجاوز حالة الاحباط ، وإستطاع أن يزحزح القناعات الطائفية لدى الكثير من الناخبين الذين إنحازوا عن وعي هذه المرة الى مرشحين جدد أقل ما يمكن توصيفهم به هو نضج البرامج التي جاءوا بها ، وكل هذا وربما غيره يستدعي قوى التيار ومناصريه الى التأمل بطبيعة المهام التي لابد للتيار أن يتصدى لها في طريق النضال اللاحق ، ويمكن تقسيم تلك المهام الى : 1- مهام بعيدة المدى
2- كيفية تبرير ثقة الناخبين الذين صوتوا لمرشحي التيار
3- مهام تتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة
4- مهام لجان تنسيق التيار في الخارج

أولا : المهام بعيدة المدى :
1- شكلت الفترة التي سبقت إجراء إنتخابات مجالس المحافظات فترة عمل جماهيري دؤوب تميز بالنضج والتخطيط الصحيح وذلك من خلال مؤشرين هامين الاول هو تمكن شخصيات وقوى من داخل التيار من تحريك الرأي العام ضد قانون الانتخابات بشكله القديم وتكلل ذلك بحملة لاتسرق صوتي وإقامة دعوى قضائية إنتهت بتبديل الفقرة المجحفة من القانون القديم المتعلقة بتوزيع المقاعد الى إعتماد طريقة ( سانت ليغو ) والتي هي أكثر عدالة من طريقة توزيع الباقي الى الكتل الفائزة والتي كانت معتمدة في الانتخابات السابقة عام 2009 ، أما المؤشر الثاني الهام فهو إعتماد مرشحي التيار وقواه على التحرك الجماهيري والاتصال بالناخبين بشكل مباشروشرح برامج قوائم التيار والدعوة الى التصويت لها دون اللجوء الى وسائل إعلامية متطورة كالفضائيات أو كثرة الملصقات الدعائية أو حتى توزيع الهدايا والرشى . إن ذلك الجهد المثمر يتطلب الان من التيار الديمقراطي تعميقه وتوسيعه وعدم جعل اللقاء بالناس وسماع همومها عملا موسميا يتعلق بفترة الانتخابات وحسب ، بل لابد أن يكون جزءا من المهام اليومية لقوى التيار وبطريقة مبرمجة وليست عملا عفويا أو عشوائيا
2- أثبت تحالف قوى التيار الديمقراطي صحته مما يتطلب تعميق هذا التحالف وتوطيده عن طريق القيام بفعاليات مشتركة والعمل على التنسيق والتحالف في إنتخابات منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية وتوسيع هذا التحالف ليضم القوى التي تحالفت بشكل مؤقت في إنتخابات مجالس المحافظات الى قوى متحالفة بشكل دائم أي جزء من القوى التي تشكل التيار الديمقراطي والسعي لضم شخصيات وقوى أخرى ربما كانت مترددة سابقا في الانضواء تحت لواء التيار الديمقراطي على أن يتم كل ذلك بالمحافظة على الاسس التي قام عليها التيار الديمقراطي وتطويرها أي دون النكوص عن بعض أهداف التيار الاصلية بحجة توسيع قواه
3- ضرورة وضوح موقف قوى التيار من القوى المناهضة لمشروع الدولة المدنية واعلان ذلك بشكل لايحمل أي مجاملة لتلك القوى مهما كان حجمها أو موقعها السياسي ، على أن يكون ذلك الموقف مستندا الى أسس علمية وليست مواقف رد فعل آنية ، أي التعامل مع تلك القوى على إنها من الخصوم السياسيين وعدم التذبذب في الموقف منها تحت أية ضغوطات أو مغريات ، إلا ذلك لا يلغي في نفس الوقت إمكانية التعامل معها واللقاء بها لشرح وجهة نظر التيار في ما يجري سواءا كان آنيا أو بشكل دائمي ، أي طرح التيار لنفسه على إنه قوة مناهضة للمشاريع التي تتعارض مع نهجه في بناء الدولة المدنية الديمقراطية على أسس العدالة الاجتماعية
4- إتباع سياسة فضح المفسدين والمرتشين وعدم التهاون في ذلك ، وأيضا تفنيد البرامج التي لا تخدم مسيرة الوطن كوحدة متكاملة وطرح البديل عنها بطريقة علمية ومبسطة تقنع الناخب سواءا كان على مستوى عالي من الوعي أو من بسطاء الناس ، وإعتماد خطاب سياسي واعلامي بعيد عن المهاترات ولغة المثقفين المحدودة أو العصية على فهم عامة الناس ، لكي تتسع جمهرة المتابعين لبرامج التيار الديمقراطي وطروحاته المتعلقة بالقضايا الآنية .
ثانيا : تبرير ثقة الناخبين الذين صوتوا لقوائم التيار الديمقراطي :
إن فوز مرشحي التيار الديمقراطي ليس آخر المطاف بل هو البداية لعمل جاد يبرر الثقة التي منحها الناخبين لهؤلاء المرشحين ، ولأن الفائزين لم يأتوا منفردين أو بجهد فردي بحت ( مع ضرورة تقييم الجهود الشخصية للمرشحين )فعلى قوى التيار مجتمعة تقع مسؤولية تبرير تلك الثقة التي حصل عليها الفائزين من خلال :
1- دعم عمل الفائزين في مجالس محافظاتهم من خلال :
أ‌- متابعة عملهم
ب‌- دعمهم بالمعلومات التي تخص محافظاتهم وتقديم المشورة لهم مع إحترام روح المبادرة ووجهات نظر الفائزين أنفسهم
ت‌- إبراز دورهم إعلاميا وجماهيريا مثل إجراء مقابلات صحفية معهم تتبناها صحف قوى التيار وحث الفضائيات على الاتصال بهم وتطوير علاقتهم بالاجهزة الاعلامية بشتى الطرق
2- من أجل دعم وجود التيار ككتلة من الضروري عدم تجيير فوز أي من المرشحين الى حزب او جهة معينة من قوى التيار بل من الضروري التعامل مع القضية على إن الفوز جاء بجهد جماعي لكل قوى التيار وتأكيد ذلك داخل تنظيمات قوى التيار واعلاميا أيضا
3- إستثمار وجود أعضاء من التيار الديمقراطي في مجالس المحافظات لتسهيل إتمام المعاملات القانونية التي يحتاجها المواطنون بغض النظر عن تصويتاتهم ، وذلك عن طريق التقليل من الاجراءات الروتينية والبيروقراطية المعيقة لسرعة إتمام تلك المعاملات
4- تطوير علاقات الفائزين بعضوية مجالس المحافظات بزملائهم من الكتل الاخرى خاصة من الكتل الصغيرة ومحاولة إستمالة أكبر قدر ممكن من أعضاء مجالس المحافظات لاي مشروع أو قرار يتبناه ممثلو التيار ، حيث تلعب العلاقات الشخصية والكاريزما الشخصية لعضو مجلس المحافظة دورا هاما في تطوير العلاقات وبالتالي تمرير مشاريع القرارات ، سيما إذا أكدنا إن مهام مجالس المحافظات خدمية وليست سياسية قد تتقاطع مع التوجهات الفكرية والسياسية لكتل أعضاء المجالس .

ـ يتبع ـ