المنبرالحر

إطليل الچذاب! / عريان السيد خلف

كان صاحبي منفعلاً وهو يقرأ لي بعض المقاطع من اقوال القائد رودونيف وهو يقول: ان تقاتل في سبيل وطنك، فهذه ضريبة المواطنة. وان تستبسل في القتال فذاك واجبك امام رجولتك وان تستشهد في سبيله فهو واجبك امام ضميرك!
سألته: هل المواطنة اختيار ام غريزة؟
قال: هي غريزة ولذلك ترى المخلوقات الاخرى من طيور وحيوانات تقاتل دون اعشاشها او محمياتها عندما تشعر بخطر.. حتى وان كان الخطر كبيراً. فما قيمة ان تكسب نفسك وتخسر وطنك؟ واخذ يضرب لي الكثير من الامثلة والادلة التي تدعم طرحة. مثلاً العصافير هذه الكائنات الصغيرة والرقيقة فانها حين تهاجم اعشاشها افعى مهما كان حجمها، ويشعر ان افراخه في خطر فانه يصدر اصواتاً اقرب الى الصراخ لكي تتجمع اسراب من فصيلته لتنقض على تلك الافعى بخفة وحذر وهي تضرب بمناقيرها واجنحتها حتى تضطرها الى الانسحاب مرغمة، وكذلك الافاعي، وقد قيل عنها هذا البيت الابوذية النابع عن دراية بوضعها، ومعرفة بطباعها وحرصها على حماية بيتها، حيث يقول:
تحذّر من الافعى من تجربه
تره ابحفره يتگطع من تجربه
الرجل صندوگ مغلگ من تجربه
تعرف البيه طيبه من الرديه
قلت له اذاً صدق مظفر النواب حين قال:
آفه يا گاعنه الحلوه
آفه يا گاعنه الوكحه
النسحگت عليچ اجيوش يا بو جيوش
لو صرتي زبل من زود المزبلين
ولو داروا عليچ اسيان طينتهم
يحلوه اسنين
اگولن گاعي واعرفهه
دخل عبيد آل مبارك على الخط وقال: في زمن مضى كان شخص اسمه إطليل وكان طليل مولع بجمع السلاح رغم انه يعرف انه لا يستعملها قطعاً في يوم من الايام رغم كل ما يحدث. وفي احد الايام تنازعت عشيرته مع عشيرة اخرى، وبدأ الصدام ووصل (طليل) الخبر فاشتدت عزيمته بعد ان هلهلت زوجته بوجهه وصاح بها ناوليني (البرنو) فجلبت له البندقية ومعها حزام وچتافي من الرصاص، امسك البندقية و(هوس): (اليوم اتورث واطفيها). ثم راح يذرع ساحة البيت هازجاً الى ان بلله العرق. ووقف لاهثاً وصاح على زوجته ناوليني السيف فهذه البندقية لا تشفي غليلي. اخذت البندقية وجلبت له السيف، امسك السيف وراح يهزج (مالك حيلي وتزامطني). وكعادته الى ان اخذ منه التعب مأخذاً، توقف وصرخ بزوجته: ولچ السيف ما يشفي الگلب، جيبيلي خنجري حتى اتصير امحاضن. وهكذا جلبت له المسكينة الخنجر الذي فعل به مثلما فعل بالبندقية والسيف. وقف والتفت الى القدر الذي كان يغلي بالمرق، وصاح بزوجته ولچ تعالي اخذي الخنجر وصبيلي غده تره گطعني الجوع.