المنبرالحر

الهوية الوطنية / عاصي دالي

بعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض في 9 نيسان 2003 الذي تربع على أنفاس العراقيين لعدة عقود من الزمن ,كان يتأمل ابناء الشعب ان يفتحوا عيونهم على نظام يحقق لهم المساواة والعدالة الاجتماعية، والتي قدموا لها خلال سفرهم النضالي الطويل عشرات بل مئات من خيرة ابنائهم قرابين لأجل حريتهم واستقلالهم واستبشروا خيرا من القوى الوطنية التي جاءت بعد التغيير والذين ذاقوا مرارة الغربة والتهميش في زمن النظام المستبد وكانت اصواتهم تهدر بالوعود عند وصولهم الى دفة الحكم بأن يزرعوا البسمة والسعادة على وجوه العراقيين لتعويضهم عما عانوه خلال الحقبة الصدامية التي أدخلتهم بحروب شعواء أكلت اليابس والاخضر.
ولكن الذي حدث خيب الظن بعد ان رسم القائـد الامريـكي (بريمر) نظام حكم مبني على المحاصصة الطائفية والعرقية ولتصبح الهوية الفرعية بدلا من الهوية الوطنية التي كان العراقيون بامس الحاجة لها ولهذا اجهزعلى كل بارقة امل كان ينتظرها الشعب العراقي , واصبحت القوى والكتل المتنفذة والتي استهواها هذا النظام المحاصصاتي في صراع مستمر فيما بينها لالمصلحة الوطن بل لاستحواذها على المغانم والمكاسب وترك الشعب يعاني من نقص الخدمات وعرضه لقوى الارهاب الذي يشن حربا على الحياة والمجتمع. لقد بلغت الازمة السياسية ايها الساسة المحترمون مستوى غير مسبوق من التعقيد والشدة يضع البلاد امام خيارات صعبه يصعب التكهن بها وان حلها لاياتي من نكران وجودها، او التقليل من أثارها على مجمل نواحي الحياة، بل نحتاج الى مراجعة نقدية لمسيرة العملية السياسية، مراجعة جريئة شاملة تفضي الى معطيات جديدة ونمط تفكير جديد يوصل البلد الى شاطىء الامان.
الا يكفي عشر سنوات ونحن نعاني من ازم عميقة وشاملة اساسها وجذرها ازمة نظام المحاصصة الطائفية الاثنية والتي ادت بحياة الالاف من ابناء شعبنا؟ وليس مقبولا ان نصحو كل يوم على انباء مفجعة لسقوط العديد من الشهداء والضحايا التي تمارسها قوى الارهاب والتي لاحدود لشهوتها في القتل والتدمير وحصد اكثر مايمكن من الارواح البريئة.كم تكونون اقوياء واشداء وصادقين مع شعبكم ان تركتم كل أنظمة المحاصصة خلف ظهوركم ودخلتم في قائمة واحــدة هويتها (الهويــة الوطنية العراقية)؟