المنبرالحر

انسحاب إلا أنه لم ينسحب! / قيس قاسم العجرش

الأخبار تناقلت التالي: أن أوباما في اتصاله مع أردوغان شدد على أن تتعامل تركيا مع الحكومة العراقية على أنها الممثل الوحيد للسيادة العراقية.
هذا يعني، أن اقصى رد فعلٍ صدر الى حد الآن بالضّد من التوغل التركي في الاراضي العراقية قد جاء من مصدر أميركي( وليس عراقي).
ما الذي جنته الولايات المتحدة الى حد الآن من حفلة انتهاك السيادة هذه؟ تعالوا نتحرى الأمر:
اولا:ً انها أرسلت رسالة الى العالم مفادها أنها وحدها من يدافع( وبالتالي من يقرر) أين تقف سيادة العراق.
وثانياً: أنها وحدها من يقف أممياً في المقدمة ليطرح ردّ الفعل الأعلى في مجال لجم شهية الدول الإقليمية اتجاه ابتلاع أطراف جيرانها.
وثالثا:ً انها وحدها من يقرر متى سيكون العون للحكومة العراقية مفيداً في حربها ضد الارهاب أو ان يتوجّه هذا العون الى جهاتٍ تحارب الارهاب لكن من دون المرور والتنسيق مع الحكومة العراقية ( او ربما تستعد لمرحلة ما بعد داعش!).
باختصار، كانت الخطوة الأميركية أخطر بكثير على سيادة العراق من توغل ألف جندي تركي لم يتمكنوا بالأصل من انهاء وجود حزب العمال الكردستاني فكيف سينهون وجود داعش؟...هذا إن كانت لديهم رغبة في ذلك بالأصل.
كل الخطوات الاميركية كانت ستكون مفهومة لو انها ترافقت مع رغبة مماثلة(في باقي انحاء العراق) بدعم القوات العراقية في حربها على الارهاب من دون قيد او شرط.
لنتذكر حقيقة ساطعة كالشمس، ان العراقيين وحدهم من يقف في جبهة واضحة تقاتل إرهاب داعش، بينما هناك موقف حكومي عراقي يترافق مع موقف شعبي متفق تماماً على هذا الهدف.
وان الدماء التي تسقط على الارض في قتال داعش دماء عراقية حصراً.
هذه الحقيقة ضيعتها الدبلوماسية العراقية كهواء في شبك حين ترددت الف مرّة عن اتخاذ موقف حازم اتجاه الاتراك أو غيرهم. ضاعت الفرصة التي نثبت فيها للعالم(ونذكّرهم) إننا وحدنا من يرفع السلاح بلا مواربة ضد داعش بلا أحلاف، وبلا مؤتمرات وبلا لقاءآت لوزراء الخارجية وبلا ملفات للمقايضة، العراقيون وحدهم من يقاتل داعش جهاراً نهاراً.وبالتالي وحدهم من يدفع الثمن.
هل ادركنا الآن ما (سعر) السّيادة العراقية الذي فرّطنا به؟ ..سعر تكتب أرقامه بالدم وليس ببراميل النفط او بالمواقف المتخادمة او الانتهازية.