المنبرالحر

اللي بنى العراق / ابراهيم الخياط

اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني
و عشان كده.. مصر يا ولاد.. حلوة الحلوات
وادي وبوادي.. وبحور وكفور.. ومواني
توحيد وفكر وصلاة
تراتيل.. غنا وابتهالات
هذه كلمات كتبها سيد حجاب، وغناها علي الحجار في تايتل «بوابة الحلواني»، المسلسل التاريخي الذي يتناول مرحلة حكم الخديوي إسماعيل لمصر ويستعرض مسار أسرة الحلواني في قرية صارت مدينة بعد حفر قناة السويس، هي مدينة بورسعيد، المسلسل حاول تسليط الضوء على نواح من الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتلك الحقبة الزمنية.
«بوابة الحلواني»، مسلسل كتبه محفوظ عبد الرحمن وأخرجه إبراهيم الصحن، وفيه مثّل محمد وفيق دور الخديوي، أحمد راتب دور سلامة الحلواني، شيرين وجدي دور ألماز وعلي الحجار دور عبده الحامولي، فضلا عن سهير المرشدي، إيمان الطوخي، سمية الألفي وعزت العلايلي.
لكن من هو الحلواني..؟
انه جوهر الصقلي الذي تعود أصوله إلى طائفة الأرمن في كرواتيا حيث ولد وعاش، وكان عاملا ماهرا يجيد ببراعة صنع الكنافة و(الحلوى)، وعندما دارت الحرب بين كرواتيا وفينيسيا تم أسره وبيعه مملوكا في صقلية فاشتراه الخليفة المنصور بالله وألحقه بالجيش فأثبت كفاءة نادرة، وفي خلافة المعز لدين الله ترقى وصار قائدا للجيش فجاء عام 969م إلى مصر وأنشأ القاهرة الفاطمية.
ولم ترق للإخوان أن يكون باني أم الدنيا فاطميا ونصرانيا وحلوانيا فأنكروا الرواية ولكن انبرى لهم شاعر راق، كتب بيتين وألقمهم حجرا:
اللي بنى مصـر.. كان في الأصل حقاني
لا عمـره كان سلفي.. ولا حتى كان إخواني
ومع أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، نتذكر ما فعل أهل الكهوف قبل أشهر بآثار الموصل وحضارتها وحضرها ونمرودها، وبعد ذاك أو قبله بأهل الموصل وأصلها، ولا نكشف سرّا عندما نرنو إلى حضارة وادي الرافدين ثم نلتفت إلى أولادنا ونخبرهم غناءً:
اللي بنى العراق كان في الأصل.. نصراني.