المنبرالحر

فلسطين: أشرف فياض مهدد بحكم الإعدام..!؟؟/ باقر الفضلي

في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الثورة الفلسطينيية، مع التصاعد المتواصل لمسلسل الشهداء الفلسطينيين، وإيغال الإحتلال الإسرائيلي في التعنت وفرض الأمر الواقع في الهيمنة والإستيطان ، تتواتر حملة المطالبة بإطلاق سراح المناضل الفلسطيني الشاعر أشرف فياض ، اللاجيء لدى المملكة العربية السعودية والذي أصدرت بحقه احدى المحاكم السعودية حكماً بالإعدام، بسبب ما تردد عن ترويجه لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية..!؟(1)
ليس هناك من وجه للغرابة في أن تتمسك هيئة قضائية في المملكة العربية السعودية، بما يفرضه عليها منطق القوانين الخاضعة لتطبيقها في مثل تلك الأحوال، فهي وفي دولة كالمملكة العربية السعودية، ملزمة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، وفقاً للحدود التي تفترضها وتعنيها تلك القوانين وما تقصده من أهداف وتبتغيها؛ ولا غرابة في تلك الحال أن تأتي الأحكام بما ترتضيه مقاصد من يقوم على رعايتها، وفق إجتهاده وما يثبت مبتغاه ويعزز مكانته بين قومه، بإعتباره صاحب الشأن وحامي الشريعة..!!
فما إستندت المحكمة إليه في إصدار حكمها بالإعدام بحق الشاعر الفلسطيني أشرف فياض وطبقاً لما هو معلن عن أولويات الحكم المذكور؛ إنما يقوم على جملة أفكار نسبت الى الشاعر المذكور، ونشرت في أحدى دواوينه الشعرية، وهنا يستوقفنا الرأي بشأن تلك الأفكار، فحينما يجمع رأي البعض في تفسير أفكار معينة، قد ينصرف تفسير آخرين الى شيء آخر؛ شيء قد لا يمت بصلة الى ما جاء في التفسير الأول؛ وكما قيل وماهو متعارف عليه، فإن هناك ما يقال عن كثير من الكتب المقدسة المعروفة، بإنها في التفسير، قد تكون حمالة أوجه، وهو نفس ما قيل بشأن الكتاب المقدس القرآن الكريم؛ فكيف والحال، أن يصار الى إستنباط الحكم بعقوبة الإعدام، في وقت يمكن أن تكون لأفكار الشاعر أشرف فياض مدلولات أخرى غير تلك التي يراها السادة القضاة، الأمر الذي ينبغي التوقف عنده، خاصة وإن عقوبة الإعدام فيما إذا جرى تنفيذها، سوف تنهي أي أمل يمكن في إثبات براءة المتهم، من تهمة التأويل أو التفسير الذي يراه السادة القضاة..!؟
إنه ومن السابق لأوانه الخوض في مدلولات قول الشاعر وتفسير ما كانت تبطنه إرادته من معاني الكلمات التي وردت في أشعاره، خاصة والكل يعلم ما يعنيه الشعر من أحاسيس ومشاعر تختلف من قائل الى آخر، ومن قاريء الى آخر، وهذا ما يبعث فينا الأمل بأن تأخذ السلطات الحكومية السعودية على محمل من الجد حقيقة الأهداف والمقاصد التي كان الشاعر الفلسطيني أشرف فياض يهدف اليها، وميلها الى تغليب التفسير الإيجابي على التفسير السلبي لتلك المشاعر، فالعدل أساس الحكم، ولا نريد الخوض هنا بالتداعيات التي يمكن ان يجرها تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاعر الفلسطيني أشرف فياض،في ظل هذه الظروف، وفي وقت تتوفر فيه كل ظروف وأسباب العفو وإلغاء العقوبة، وإطلاق السراح؛ مع الأمل الإستجابة الى نداء عائلة الشاعر وجميع من وجهوا النداء بإلغاء عقوبة الإعدام، وإطلاق سراح الشاعر الفلسطيني المناضل أشرف فياض، حيث سيكون لتلك الإستجابة أثرها الإيجابي على جميع الأصعدة..!(2)
(1) http://ar.rt.com/h62m
(2) http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=104965