المنبرالحر

عام 2016 وخط الشروع / محمد عبد الرحمن

لو استفتيت العراقيين بشأن امنياتهم في العام الجديد 2016 ، لما وجدت أمنية تخلو من إشارة الى الامن والامان وعودة الاستقرار ، والى دحر داعش وتخليص بلدنا من رجسه ، والى عودة النازحين والمهجرين الى بيوتهم ومدنهم معززين مكرمين، والى توفير لقمة العيش الكريمة. فهذه تكاد تكون امنيات عامة الناس بغض النظر عن قومياتهم واديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، وآرائهم الفكرية - السياسية .
هناك بينهم بالطبع من يرى امورا اخرى ، ذات مساس مباشر بالسياسة وباوضاع البلد وما آلت اليه الامور من سوء ، فيما الكثيرون منهم يتحسرون على الفرص التي ضاعت ، والمليارات التي اهدرت وسرقت ونهبت ، ويقارنون بين موازنة 2014 وموازنة 2016 ، وكيف توفرت للعراق في 2014 موارد لا تحلم بها العديد من الدول، ثم تبخرت ولا احد يدري كيف؟ واين انتهت؟ وعليه فان قمة ما يتمناه هؤلاء المواطنون هو الاصلاح والتغيير، اللذان من دونهما تبقى الاوضاع عرجاء ، ونبقى نخرج من ازمة لندخل في اخرىن وتظل الاوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الأسوأ، فيما ، لا يتورع البعض غير القليل عن إذكاء كل « الفتن النائمة « خدمة لمصالحه الانانية والضيقة ، وهو يواصل ذلك عن عمد وقصد من دون اعتبار لعقابيل ذلك وسوءاته .
على ان لرئيس الوزراء امنية كبيرة في عام 2016 عبر عنها بالقول: « اذا كان عام 2015 عام التحرير فسيكون عام 2016 عام الانتصار النهائي وعام انهاء وجود داعش على ارض العراق وارض الرافدين ، وعام الهزيمة الكبرى والنهائية لداعش « . انها امنية كبيرة من دون شك ، فنحن لم نكمل في 2015 تحرير اراضينا ومدننا كافة، فضلا عن ان هزيمة داعش عسكريا ، لا تعني في مطلق الاحوال هزيمتها النهائية فكريا وسياسيا. فهذا له استحقاقاته العديدة ، وهو لن يتحقق من دون منهج متكامل سليم، ونمط تفكير مختلف تماما عما هو سائد، ومن دون اعتماد منظومة متكاملة من الاجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والاعلامية .
وحتى تبني ذلك كله لا يكفي لتحقيق المطلوب والمرتجى ، اذا لم تتوفر الإرادة والتصميم الضروريان والجرأة في اتخاذ القرارات وتنفيذها ، واذا لم يكن هناك طاقم يقود البلاد بعيدا عن المحاصصة المدمرة ، وبعيدا عن تقسيم المواطنين على اساس انتماءاتهم الفرعية، مع اعتماد مبدأ المواطنة المبرأة من أدران الطائفية والعنصرية. طاقم لا يضم احدا من الذين سرقوا المال العام ونهبوه، او من الذين تستروا على السرقة والنهب، واخفوا ملفات الفساد وتعاملوا معها بما يحقق لهم مراميهم واهدافهم . طاقم منسجم يعمل بهمة وسرعة على اعادة هيبة الدولة وفاعلية مؤسساتها وخاصة منها العسكرية، ويسند اليها وحدها مهمة ضمان الامن وحفظ ارواح الناس واموالهم، والتصدي الممنهج لاية محاولة تستهدف اضعافها لصالح عناوين مؤقتة عابرة .
هل نحمل العام الجديد بهذا ما لا طاقة له عليه ؟
ربما، لكن لا بد من خط شروع. فقد وصلنا الى نقاط حرجة ، قد تضيع بعدها البداية والنهاية.. وكل شيء!