المنبرالحر

الاندية الرياضية .. الى اين ؟ / منعم جابر

تمر الرياضة العراقية اليوم وخاصة انديتها بمنعطف خطير وتتعرض لمحاولات متواصلة من قبل البعض لابقائها على حالها او الرجوع بها الى الخلف مستغلين الفوضى وغياب القانون حجة للتأثيرعلى مسيرة الرياضة بكل مفاصلها .وقد بدأ هذا المسلسل منذ 9/4/2003 يوم جمد الحاكم المدني بريمر كل القوانين النافذة والمسيرة لامور الرياضة والتي تهم الاندية الرياضية والاتحادات الوطنية واللجنة الاولمبية. وبقيت تلك المؤسسات تعمل بلوائح وتعليمات وتوجيهات طيلة الـ12 سنة الماضية ! وقد طالبنا خلال هذه السنوات بتشريع قوانين جديدة وبديلة عن القوانين المجمدة لانهاصدرت ابان حكم ديكتاتوري شمولي اضافة الى مضي اكثرمن ربع قرن على صدورها واصبحت اغلب موادها لا تتناسب مع الواقع الرياضي العراقي الجديد .لكن لااحد يسمع و لا اخر يرى و لا ثالث يتكلم وضاعت السنين وتراجعت الرياضة وتصدر الواقع الرياضي بعض ممن لا يستحق التصدر . وكنا نناشد ونطالب ونحث ونكتب عن اهمية قنونة الرياضة ومؤسساتها ولكن لا حياة لمن تنادي ! وبينما يطالب الاخيار بذلك انبرى صوت غريب وطالب باعادة الحياة إلى تلك القوانين ( البالية ) لانها تسمح للبعض وتفتح الطريق امام البعض الاخر لتصدر المشهد الرياضي بحجة القانون . وما ان جاءت الكابينة الوزارية الجديدة بقيادة حيدر العبادي وسارت بخطوات نحو بعض الاصلاحات ومنها اصلاح الحال في القطاع الرياضي . ولرغبة صادقة من جانب الحريصين على عراقهم ورياضته كان التوجه الاول هو قنونة المؤسسات الرياضية ولعل الاندية هي الخطوة الاولى كما هو معروف ولما كان القانون يحتاج الى فترات طويلة وخطوات متعددة لتشريعه واصداره ( ولتعذر ذلك الان ) ولما تملكه وزارة الشباب والرياضة من صلاحيات وفق قانونها الجديد رقم 25 لسنة 2011 وجدت الوزارة امكانية اصدار تعليمات او لوائح جديدة تعتمد روح مشروع القانون المعد للاندية الرياضية ليشكل الخطوة الاولى لبناء اندية ورياضة عراقية معافاة وصحية . لكن هذا الامر لم يمر بسلام وواجه عاصفة كبيرة واعتراضات متنوعة تركزت حول امور شخصية بعيدة عن المصلحة العامة ومصلحة الرياضة . اذ تركزت حول رئاسة النادي وتحديدها بدورتين متتاليتين فقط وحول وجوب حصول مرشحي المناصب الرئاسية على شهادة البكلوريوس ( رئيس النادي , نائب الرئيس , امين السر والامين المالي ) اضافة الى عدم امكانية الجمع بين مناصب النادي والمناصب في الاتحادات والاولمبية . اما امور الاندية الاخرى والتي تطرقت لها اللائحة والتي تخص الاستثمارات والتمويل وتنوع النشاطات وواجبات الاندية في المستقبل وتاثيرها في المجتمع العراقي فلم يتحدث عنها احد . احبتي في الاندية الرياضية استمعوا الى التعليمات بروح وعقلية منفتحة ضعوا مصلحة الوطن ورياضته فوق المصلحة الشخصية . عندها سيكون لكم موقف اخر .. ولنا عودة .