المنبرالحر

التظاهرات.. ملح الارض وهيبة الشعب / عبد الكريم جعفر الكشفي

ان ثقافة التظاهر وبطريقة سلمية دليل على وعي المواطنين والتزامهم ولكن على ان يكون هذا الالتزام بعيدا عن العنف والاستفزاز ورفع شعارات ذات مضامين طائفية او قومية تسيئ لمشروع التظاهرات... ففي عراقنا الجريح الذي تمزقه المصالح والاهواء يجب ان ينظم مشروع التظاهر قانون مدروس يضع في اولوياته المطالب الجماهيرية المشروعة وتوفير الحرية المكفولة والحماية العامة كما ان اختيار الوقت المناسب والمكان مهم جدا، وذلك لمدى أهمية الحفاظ على أمن واستقرار التظاهرات حتى لا تستغل من قبل ضعاف النفوس والمحسوبين والطارئين الذين يتصيدون في الماء العكر ويحاولون جر التظاهرات الى خارج هدفها السلمي المعلن، خصوصا ونحن نمر بأزمات كثيرة اقتصادية وسياسية فضلا عن اننا في حرب لا هوادة فيها مع تنظيم داعش الارهابي. ان الامر لا يتعلق بمطالب المتظاهرين الشرعية فقط. فقد اصبحت المسيرات تعبيراً عن حالة من الاحتقان لا يمكن منعها او الاستهانة بها، لانها تعبر عن الشعور بالمسؤولية اتجاه ما يتعرض له عراقنا الابي من محن وكوارث وهدر للمال العام وقتل وارهاب وتهجير وغيرها من اعباء اخرى.
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل الوقت الحالي ووضع العراق الداخلي والخارجي يتحمل ان تقوم الجهات الامنية المختصة باستعدادات لحماية التظاهرات وفي نفس الوقت الانتباه الجيد الى المحيط الذي تدور فيه الأحداث بالإضافة الى تجنب التصعيد مع الأطراف التي تريد أن توقع بالمتظاهرين ومحاولة جرهم الى منزلقات أخرى من شأنها خلق العنف والفوضى؟ انا اجزم ان الأمن القومي وحماية المتظاهرين وسلامتهم يعتبر خطاً أحمر لا يمكن المساومة عليه، لان هذه التظاهرات هي ملح الارض وهيبة العراقيين ورفعة رؤوسهم وهي املنا المنشود في غد افضل مملوء بالسلام والمحبة والإنسانية الحقة امل الجماهير المتطلعة.