المنبرالحر

بين الأكثرية والأقلية / عادل الزيادي

مع الطائفية السياسية التي قصمت ظهر شعبنا والمشاريع الوهمية التي بنيت على هذه الاسس بدأت تتجذر عوامل التفرقة والانقسام بين مكونات شعبنا واشعار بعض المكونات للمكون الاخر بان هنالك اولويات في الحسابات او امتيازات لهذا المكون دون ذاك، وبلا شك ان هذا التوجه المدعوم والمصان من البعض - الذين يدعون الاحقية في هذا البلد - سيلقي بظلاله على المكونات الاخرى ويجعلهم يشعرون بانهم في القائمة التراتبية سيحصلون على التسلسل المتدني.
وما دام التوجه السلطوي العام والمعلن يدعو الى تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز محن الانقسامات والاختلافات ايا كانت مبرراتها فلابد من توحيد الموقف تجاه مفهومي الاكثرية والاقلية والحد من استخداماتها السيئة سواء في مخاطباتنا الرسمية أو ادبياتنا حتى لا نمنح الصلاحية والاحقية في هذا الوطن لمكون معين ولكي يشعر الجميع انهم بناة لهذا البلد مجتمعين وموحدين ، فوطننا ليس ملكا لجنس معين او دين معين او طائفة معينة، فمن اعتبر البعض ( اقلية ) لهم نفس الاحقية الاولى في بناء حضارة هذا الوطن والتاريخ يشير الى ذلك فمن اجل تعزيز الوحدة الوطنية ( فعلا لا قولا ) لابد من رفض ومنع استخدام هاتين المفردتين في جميع المحافل حتى يسود الشعور الوطني والانتماء الانساني لجميع العراقيين فالمسيحيون او الصابئة او الايزيدية او التركمان او الشبك هم اقليات بمنظور تاريخيتهم ومشاركتهم في الوطن، وعلى من يسمون انفسهم ( اكثرية ) التحقق من التاريخ وكيف اسهم الجميع في الدفاع عنه، وحتى نحترم مشاعر الاخرين من ابناء شعبنا علينا ان لا نصمهم بانهم اقلية فهم ابناؤنا واخوتنا وشركاؤنا وحسنا فعل النائب جوزيف صليوا حينما اعلن امام الاتحاد الاوربي في بروكسل ( نحن لسنا ( اقلية ) بل اصحاب هذه الارض والارث الانساني لها ونحن نفخر به مهما حاول الظلاميون طمس هذه الحقيقة )، فوردة حمراء للنائب جوزيف صليوا على هذا الاعلان الشجاع.