المنبرالحر

الحرب مع من اولا ؟ / قيس قاسم العجرش

الداخلية، الحكومة، القوات الأمنية ، البرلمان، كنت ابحث عن اسم جامع لكل من في هذا الباص الوفير، لا شيء يعرفه المواطن غير اسم «الحكومة»الرنان.
نعم،الحكومة نتاج البرلمان والبرلمان سكت للحكومة في موضع البيان، وقديماً قيل أن السكوت في موضع المقال يتحول الى عملية «بصمٌ بالعشرة».
هذه هي الحصيلة النهائية لهذه الذريّة التي بعضها من بعض.
آخر ما قدمته الحكومة بوضوح لا لبس فيه هو اتهام البرلمان بصراحة بأنه بات يعرقل العملية السياسية والإقتصادية والتنموية في العراق.
قالت«الحكومة»هذا لأنها لا تعي أساساً انها نتاج البرلمان أوبالعراقي الفصيح، أنها «أجيرة» لديه تتعرض لمساءلته وتخضع لتشريعاته.
الحاكم لدينا في العادة يستحضر إرثه وأفكاره وتصوراته عما يجب ان يكون عليه الحاكم من التاريخ والصورة الشعبية وهو إرث اسود في أحسن الأحوال.
الذاكرة الملوّثة اليوم هي التي تنتج هذه الصورة وهي التي تزيح ما هو صحيح لحساب ما هو خاطئ.
تزيح الدستور لحساب ما نظنه قرارا وكاريزما الحق الذي يستند اليه القائد.
وتزيح القانون لصالح الثأر والاقتصاص وفقاً لنصوص قانونية واضحة في تجريمها.
هذا الإنزياح ينساب ويتسرب مثل خزان كيروسين ينضح ، فيتغير القائد في تعامله مع الضباط وهؤلاء يفرغون حمولة ما يستلمونه من غضب الأفراد ويتغير المدير في تعامله مع المرؤوسين وهكذا.
ونصحو فنجد أن الدائرة هي المدير وأن الوحدة العسكرية هي الآمر وتنتهي الدولة الى مجموعة أفراد ومثابات مشوهة ونصبح كما نحن الآن (مجتمعاً يلتمس طريقاً يكون فيه مجتمعاً كي يتأهل للبدء بخلق الدولة !).
لكن المفرح في الأمر أن هذا ليس قدراً لا يناقش أو أمراً مفروغا منه.
لا ...إنه اختيار فردي للناس أو لأكثرهم حين كانواتحت وطأة الوهم ..لا نلومهم هنا لكنهم تعرضوا للخداع ولا فرق حين يكون من انخدع فرداً أو جماعة أو سكان مدينة.
الأمر بمجمله ليس حتماً أوقدراً سقط على رؤوسنا ولا مفر منه..هذا هو مفتاح الحل ..الأمر بيد الناس ببساطة وهو لا يعني تغيير مسار صوت الإنتخاب فقط إنما يعني أن يكون الحاكم خائفاً من لائمة الناس ويحسب لهم ولرقابتهم الحساب قبل ان يتكمن هو من نثر الرعب على رؤوسهم وبطريقة الدكتاتوريات الكلاسيكية ...الحل في اللاخوف !.