المنبرالحر

مفهوم المجزرة عند الجزار اردوغان / د. صادق إطيمش

بيت الشعر القائل " لا تنه عن خلق وتأتي مثله ..... عار عليك إذا فعلت ، عظيم " ينطبق تماماً على تصرفات رئيس الحكومة التركية السيد رجب طيب اردوغان الذي إنتفض محتجاً على ما يجري في مصر تجاه بني فكره في الإسلام السياسي من الأخوان الذين يسمون انفسهم مسلمين في حزب سياسي إرهابي ، كغيره من احزاب وحركات الإسلام السياسي الإرهابية ، اطلقوا عليه إسم " الأخوان المسلمون " .
الأخوان هؤلاء الذين تلوث كل تاريخهم بما يخالف الدين الإسلامي من إرتباطات وأحلاف وتنظيمات كان ولا زال همها الوحيد إستغلال هذا الدين وارتباط الكثير من الناس البسطاء حوله عاطفياً بالدرجة الأولى ، للوصول إلى الحكم السياسي الذي يخولهم تحقيق اجنداتهم المشبوهة التي لا تصب بأي حال من الأحوال في ما يريده الإنسان المسلم البسيط من تحقيق للعدالة الإجتماعية والرفاه الإقتصادي والإستقلال السياسي .
هناك عشرات الوثائق السرية والعلنية التي تؤكد إرتباط حركة الأخوان المسلمين الأم في مصر بشكل خاص وفي عموم المنطقة التي يتواجد فيها هذا التنظيم الإرهابي والتي تؤكد مدى ضلوع هؤلاء المتأسلمين بالمخططات ودوائر المخابرات الأجنبية .
ولإثبات ما جاء اعلاه ننقل بعض ما كتبه السيد " سيد جبيل " في مجلة الوطن الألكترونية بتاريخ الرابع من شباط عام 2013 حيث يقول :
" أجهزة المخابرات البريطانية والألمانية حركت «الإسلاميين» مثل قطع الشطرنج لخدمة مصالحها ."
«الإخوان يتصلون بواشنطن بانتظام منذ منتصف 2007، وهذا ليس عيبا، ولهم صلات بالمخابرات البريطانية تعود للأربعينات، كما يؤكد هذا الكتاب»، هذا ما قاله شيخ الصحفيين المصريين محمد حسنين هيكل، مؤخرا فى إحدى حلقات حواره مع الإعلامية لميس الحديدى على تليفزيون «سى بى سى»، رافعا بيديه كتاب «الشئون السرية» الذى صدر عام 2010 وحظى بتغطية سطحية ركزت على عناوين ساخنة مثل دعم المخابرات البريطانية للشيخ حسن البنا وتمويلها لجماعته فقط لا أكثر، لكن الكتاب فيه من التفاصيل ما يستحق إعادة قراءته.
الكتاب يقول ببساطة، عبر مئات من الأمثلة المدعومة بعشرات من الوثائق السرية، إن حركات الإسلام السياسى من إخوان وسلفيين وغيرهم فى بلدان العالم، كانوا لأكثر من 60 عاما لعبة فى أيدى المخابرات الأمريكية والبريطانية التى وظفت هذه الجماعات لتحقيق وخدمة مصالحها فى مختلف الدول.
وتوقع مارك كرتيس فى كتابه، الذى نشر قبل عام واحد من الثورة المصرية، تحالفا بين النخب العالمية والإخوان المسلمين، وهو ما تحقق بالفعل فى مصر وتونس وسوريا مؤخرا، واستند إلى سوابق تاريخية، ساقها «كرتيس» فى كتابه، على هذا «التعاون، أو على نحو أدق، التواطؤ بين النخب السياسية البريطانية والإسلام المتطرف»، ويعتقد «كرتيس» أن هذه العلاقة ليست مجرد تحالف تاريخى وانتهى، بل تعاون ما زالت أسبابه قائمة حتى اليوم، خصوصا بعد ثورات الربيع العربى."
وبعد ان يدلي الكاتب بكثير من الأمثلة على ما قامت به المخابرات البريطانية والأمريكية والألمانية من دعم لحركات الإسلام السياسي بكل أطرافها وفي جميع انحاء العالم ، يعرج على المنطقة العربية فيقول :
" وأدت السعودية دورها فى رعاية الإخوان والسلفيين عقودا طويلة، وأنفقت بين عامى 1970 و2007 نحو 50 مليار دولار لنشر «الوهابية» فى جميع أنحاء العالم، وهو ما وصفه أحد المراكز البحثية الأمريكية بـ«أكبر حملة دعائية فى التاريخ»، وجرت بمباركة ورضا بريطانيا والولايات المتحدة اللتين رأتا فى أفكار الوهابيين حائطا دفاعيا ضد أفكار «عبدالناصر» التى كانت تهدد مصالح الدولتين خصوصا فى منابع النفط" . (إنتهى ألإقتباس)
ولأهمية هذا المقال أدرج الرابط ادناه للإطلاع عليه بتمعن وإسهاب للوقوف على حقيقة هذه التنظيمات الإرهابية التي تتحرك جميعها تحت غطاء الإسلام السياسي الذي سخرته مخابرات الدول الإستعمارية لتنفيذ مآربها في الإستعمار الجديد .
http://www.elwatannews.com/news/details/125714
فلا عجب إذن ان ينبري رجب طيب اردوغان بالدفاع عن أبناء جلدته من الإرهابيين فيطلق صيحة جوفاء واصفاً ما جرى في مصر اليوم " مجزرة " مطالباً العالم اجمع بوقفها والتدخل لإنقاذ أصحابه في دين الإسلام السياسي منها .
يبدو ان هذه الكلمة " مجزرة " قد دخلت حديثاً في قاموس هذا الجزار الذي لم يرف له جفن اثناء إقترافه ، ومنذ عشرات السنين ، للمجازر التي إرتكبها ولا زال يرتكبها جيشه وعصاباته المسلحة ضد الشعب الكوردي الذي يدافع ببطولة وإصرار عن ابسط الحقوق الإنسانية التي ضمنتها الوثائق الأممية والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبحق الشعوب في تقرير مصيرها . إن الجزار اردوغان لم يدخر جهداً ولم يتوان في شن حروبه الهمجية على الشعب الكوردي ليس على اراضي تركيا ، وبالتالي على جزء من الشعب التركي فقط ، بل وعلى الشعب الكوردي في جنوبي وغربي كوردستان إنطلاقاً من اوهامه الشيطانية التي خولت له إقتراف هذه المجازر لعرقلة وإيقاف نضال شعب لم ترهبه مثل هذه الحملات العسكرية الجائرة على مر العقود الماضية من تاريخه النضالي المُشرف .
حينما يتكلم اردوغان عن " المجزرة " في مصر فإنه يثبت ، كغيره من الجبابرة الآيلين إلى السقوط بضربات الشعوب " مدى التدني الأخلاقي الذي سقط فيه هذا الرجل ومدى كذب إدعاءاته بتمثيله لأجندة دينية يمارس من خلالها جرائم لم يأت بها اي دين ولا تبيحها اية شريعة ضد شعب لا يطالب سوى بحقوقه المشروعة التي إغتصبتها قوى الإستعمار العالمي في معاهدة سايكس ـ بيكو السيئة الصيت والتي تناوب على إغتصابها حكام هذه المعاهدة من عرب وترك وفرس كامتداد لما عاناه هذا الشعب المناضل من إمبراطورياتهم البائدة .
لا ادري بماذا سيرد الشعب المصري على الجزار اردوغان حينما يستمع إلى صرخته الهستيرية هذه . إلا أنني اعتقد ان الثوار المصريين الذين رفضوا أردوغان ورهطه من إرهابيي الأخوان المسلمين سيصرخون بوجهه " إللي إختشوا ماتوا "