المنبرالحر

زوجة بهلول / ابراهيم الخياط

كشفت الكتلة النيابية لحزب الدعوة الإسلامية ـ تنظيم الداخل، قبل يومين، عن تحرك كتل سياسية لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها بداية العام المقبل 2017. وفيما عزت السبب الى خشيتهم من «صعود وجوه جديدة»، قالت أن «أكبر تغيير سياسي» سيحدث في محافظات الوسط والجنوب إذا ما أجريت الانتخابات في وقتها.
وقال رئيس الكتلة علي البديري، نقلا عن موقع «المسلة»، إنه «يوجد حراك لقادة داخل التحالف الوطني وكتل سياسية أخرى لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها بداية العام المقبل»، عازياً السبب الى «خشيتهم من صعود وجه جديد للعملية السياسية مثل فصائل الحشد الشعبي وجهات علمانية وطاقات شبابية».
وأضاف، أن «ذريعة هؤلاء القادة لتأجيل الانتخابات بالمحافظات الآمنة هي عدم وجود أموال لإجراء الانتخابات، وبالمحافظات الساخنة بأن الوضع الأمني فيها منهار وأهلها نازحون في مناطق أخرى»، لافتاً إلى أن «محافظات الوسط والجنوب ستكون ذات التغيير السياسي الأكبر في حال إجراء الانتخابات بوقتها، وستسقط كتل كبيرة».
هنا يستحق السيد البديري الثناء لأنه وضع النقاط المنيرة على حروف الكواليس، فيما الكتل المتنفذة تستحق العتب واللوم والتقريع والإدانة والمحاكمة لأنها لا تحسب لداعش والإرهاب حسابا، مثلما تحسب وتحتسب بل وتخشى الحشد والشباب والمدنيين الذين أشعلوا الساحات والميادين ضد الفساد والفاسدين والمفسدين، وأناروا الليل البغدادي بأربعة ملايين مصباح ليلة عيد رأس السنة الجديدة.
ان الكتل المتنفذة فقدت الرؤية والرؤيا والرؤى وصارت تتخبط، وبدأ لعابها يسيل على السيد الكرسي، حتى صارت مثل زوجة بهلول. فقبل سنين غير بعيدة تحوّل بهلول للسكن في حيّ آخر، وفي صباح أحد الأيام وعند تناول الإفطار، رأت زوجته جارتها تنشر الغسيل خارجا، فقالت فورا:
ـ ياه ياه شوف بهلول، هاي جارتنا غسلها مو نظيف، أصلا ما تعرف تغسل، ويجوز صوچ الصابون.
نظر بهلول إلى حيث اتجه بصرها لكنه بقي صامتا. وفي كل مرة تقوم الجارة بنشر الغسيل، تردد زوجة بهلول التعليقات ذاتها. وبعد شهر، دهشت أم البهاليل لرؤية غسيل نظيف على حبل بيت جارتها، فقالت لزوجها:
ـ شوف عيني بهلولي، هاي جارتنا هسه اتعلمت تغسل الملابس بشكل صحيح.
فأجابها بهلول متهكما:
ـ عيني هاي آني اليوم كعدت من وكت ونظفت الجام مال شبابيچنا.