المنبرالحر

هذا ما نتمناه لجواد سليم / كاظم السيد علي

يعد الفن ضرورة من ضرورات الحياة، ورسالة إنسانية تعمل على تطهير الإنسان والمجتمع من رواسب التخلف والجهل، لينصب اهتمامه في التعبير عن الواقع.
كم هو جميل لو نحتفل كل عام بالشخصيات الفنية والثقافية التي أغنت الحضارة الإنسانية، وجواد سليم واحد من بين تلك الشخصيات، لهذا ظل خالدا بإبداعه ومنجزه «نصب الحرية» الذي عبر فيه عن نوازع شعب بكامله ، وقدمه لافتة حب لثورة الشعب التحررية في الرابع عشر من تموز عام 1958. فهذا الإرث الخالد يستحق التخليد، ونحن نطمح إلى ان تكون كتابتنا هذه حافزا للعمل على تنفيذ المشاريع التي سبق وأعلن عنها من قبل المؤسسات الثقافية ، ولذا فقد بات من الضروري أن تقوم وزارة الثقافة بتلبية طموحاتنا أولا بإقامة حفل في ذكرى ميلاد جواد سليم، بدلا من ذكرى وفاته، كما تبنته جريدة «طريق الشعب « عام 1977 ، وكذلك ندعو الى إقامة متحف دائم لفنان الشعب يضم جميع أعماله الفنية كونها مبعثرة في بيوت زملائه وأصدقائه ومعاصريه .
جدير بالذكر ان لجنة كانت قد تشكلت في وزارة الاعلام في منتصف السبعينيات لجمع أعمال جواد سليم، وإقامة متحف خاص به، وحددت قطعة أرض لذلك قرب ملعب الشعب، ودخل هذا المشروع الخطة الخمسية للوزارة السابقة، لكن دون جدوى، حيث استملكت الأرض أي (نهبت) من قبل أحدى مؤسسات النظام الفاشي المقبور، وأخيرا (ضاع الخيط والعصفور!).. مسكين جواد! يُنهب حتى بعد وفاته على أيدي جلاوزة ومرتزقة النظام المباد الذي همّش وحجّم دور الفنانين الوطنيين، وضيّع معالم البلد الثقافية والفنية.
نكرر دعوتنا إلى إقامة نصب تذكاري للفنان جواد سليم في احدى الساحات العامة، وإلى إعادة بناء ضريحه الذي أصابه الإهمال، وبما يليق بمكانته.