المنبرالحر

حملة ضد السحر والشعوذة! / طه رشيد

كلما تراجعت الثقافة، تقدمت الخرافة، التي تساعد على انتشار الجهل والشعوذة بشكل كبير. وهو ما نشاهده اليوم في مجتمعاتنا التي ابتليت بتدني الوعي، من خلال استثمار الحكومات لذلك التدني مستخدمة وسائل شتى من أجل هذا الغرض. فتراجع التعليم ونشر الفتاوى الدينية (خاصة المتعلقة بالانتخابات والجكليت!)، ابتداء من الحملة الإيمانية الكاذبة للنظام المقبور ووضع المواطن بين مطرقة النظام وسندان الحصار، وتجويعه اقتصاديا وثقافيا من خلال منع الكتاب والاغنية والموسيقى بما فيها درس النشيد الذي أهمل اليوم في المدارس ، حتى وصلنا الى مواطن لا يؤمن إلا بالخرافة! ولم يعد التطور العلمي والتقني والطبي أمرا مهما لهذا المواطن!
من جهة أخرى راحت الحكومات السابقة واللاحقة تغمض عينها عن انتشار مراكز الخرافة للعلاج الطبي والنفسي، بعد تراجع واضح في الخدمات الطبية في أغلب المستشفيات والمراكز الطبية، يقابلها غلاء فاحش في العيادات والمستشفيات الخاصة..
يقال ان المقبور صدام طلب دعوة أمهر السحرة في العالم، فاشير له بساحر هندي تمت دعوته إلى القصر الجمهوري.. وبعد الاستفسار منه عن عدد السحرة في الهند أجاب أن عددهم لا يتجاوز 500 ساحر يقدمون خدماتهم لأكثر من مليار مواطن!
قهقه السيد الرئيس هازا كتفيه كالعادة وقال للهندي:
انا عندي في العراق 30 مليون نسمة بينهم 30 مليون ساحر!
اندهش الهندي، فأوضح له الرئيس:
راتب العراقي ثلاثة آلاف دينار وطبقة البيض ثمنها خمسة آلاف دينار، ورغم ذلك العراقي لا ينبس بكلمة ولا يحتج لأنه يعيش حياة طبيعية.. أليس هذا المواطن ساحراً !
الحكومات بعد السقوط قادت حملة ضد انتشار السلاح واعلنت عن حملة ضد الرشوة. واليوم يقود تيار المجتمع المدني حملة ضد الفساد والفاسدين.
فما أحوجنا ايضاً الى حملة وطنية ضد الخرافة والشعوذة!