المنبرالحر

أصلاحات حقيقية ام خطب سياسية / د. أكرم مطلك

الأصلاح يعني التغيير والتغيير يراد منه نقل الحالة السيئة الى حالة افضل، والبدء في عملية الأصلاح ليست سهله بتاتا، يحتاج الى من يؤمن بها ويعمل بجد واخلاص في تنفيذها حتى آخر مراحلها وتحتاج الى قائد ورمز لها تتطلب شروطا متوفرة في شخصيته وبنائه الفكري والسياسي وان يكون وطنيا غيورا بأمتياز وشجاعا حازما غير متردد يضع مصلحة الشعب والوطن فوق الجميع يلزم ويلتزم بأحترام وتنفيذ القانون، يمتلك برنامجا واضحا له رؤيا متكاملة ومقسم الى عدة مراحل في عمليات تنفيذه ، اذ لايمكننا القضاء بصورة مطلقة على الفساد واصلاح البلاد بالخطب والكلمات لأن اللصوص والفاسدين هم من اكثر الأشخاص لهم القدرة والحيلة والتضليل في القائها لذا يجب ان يكون اصلاحنا الحقيقي القادم اما ان يكون اصلاحا صادقا ووطنيا وشجاعا وغير مهادن يقفز فوق كل الحواجز والمعوقات او يكون اصلاحا كاذبا مهادننا مزورا وهو اصلاح المنافقين والمفسدين ممن كذبوا ويكذبون
على الأمة بتسمية افسادهم اصلاحا ، كما قال الله تعالى ( واذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون ) وبين الله كذبهم بقوله تعالى (الاانهم المفسدون ولكن لايشعرون ).
الأصلاح اصبح في الآونه الأخيرة اكثر المصطلاحات تناولا في الساحة العراقية اعلاميا وحزبيا ولم يسلم من العبث والتحريف واحيانا التضليل والأستغفال وطرح الكثير من مشاريع الأصلاح لتبرير السياسات الفاشلة والفاسدة. وفي حالات اخرى يستخدم مفهوم الأصلاح للدفاع عن بعض السياسيين المتنفذين سلطويا وتحول الأصلاح الى مجرد ترديد خطابات دونما وعي حقيقي وادراك لمعنى وابعاد هذه الحكمة . ان الأصلاح الذي نريدة ونحتاجة كضرورة قصوى لأنتشال الوطن من الأنهيار هو اصلاح حقيقي لاتبرير ولاتزوير ولاترقيع ولاتسويف . نعرف جيدا بأن المجيء فقط باشخاص تكنوقراط لايحل المشكلة لأ الفاسدين والعابثين قد غرزوا اعوانهم واتباعهم في كل مفاصل الدولة العراقية واصبح الفساد ثقافة وممارسة تمت شرعنته بأساليب شتى بدءا من ممارسات قادة الكتل السياسية المتسلطة او من بعض رجال الدين .
ان استمرار الفساد وانتشاره كالفطريات في جميع مجالات حياتنا صعب المهمة لذا يجب ان يكون اصلاحنا كاصلاح الأنبياء والرسل ورجالات التاريخ البارزين لا اصلاحات اللصوص وسراق المال العام .