المنبرالحر

يوم الشهيد الشيوعي العراقي / مقداد مسعود

الشهداء ..لايذهبون الى النوم ، تذهب اليهم القصيدة والحكايا والاغاني،يكرهون اللافتات وهم اول من اكتشف :( الحكومات تكملة للملاهي )..الشهداء يتنافسون في الدفاع عن الحياة وعن بساطة عيشنا ولايطلون من النوافذ بل ينبجسون كالينابيع.هم يدافعون عن حرية الاختيار في الاقامة على هذه الارض النظيفة والنظيفة رغم البساطيل القديمة والجديدة ، الشهداء يدوسون الموت ويواصلون التحديق في غدنا الذي يريدونه جميلا كوجوه امهاتنا.والغد مايزال في غده رابضا ،ارى الشهداء دائما أراهم عاكفين على زمننا الوطني ، وسمعتهم يتحاورون حول الحقيقة والخريطة والحديقة فالشهداء لايذهبون الى النوم ويرفضون القبور فهي تذكرهم بالقضبان ، تناولتُ انا الستين كما يتوكأ شيخ على عصاه ، لكن رفاقي الشهداء كلهم بعمر السيد المسيح عليه السلام واجنحة الهديل .فالشهداء لايصابون بالشيخوخة .لحضورهم نكهة البنفسج .كرسوا كفاءاتهم لتفاؤل ارادة الكادحين ،فهم يؤمنون ان المعجزات مشروعا قابلا للأخضرار من خلال اجسادهم .وحدهم الشهداء يستدرجوننا الى اسئلة الفجر والندى .وحدهم من خلعوا الانتظار .وحدهم من يجعلون الموت : هامشا بين حياتين .فهم وحدهم يعرفون ان الحياة تبدأ حيثما تتوقف .الشهداء ماتوقفوا عن الحلم والعكس صحيح ايضا ، اقدامهم تحلم بالبساتين والحدائق والمصانع والمزارع والشوارع والبيوت ورغم تهذيبهم الاروع، فهم لايستأذون ،وهم يدسون اكتاف رفاقهم لينوشوا المشنقة كما فعلها الفادي فهد العراق في شباط 1949 وحازم وصارم .. والشهداء..أكفهم تحلم بالغصون ..أصابعهم تتماهى في اصابع الطباشير واوتار الموسيقا واصابع حبيباتهن وحقائب السفر وسكائر اجتماعات التنظيم واستكانات خمرة الفقراء وبفرشاة رشاد حاتم ، تلك الفرشاة التاريخية الخالدة التي رسمت فهدنا الاغلى..الذي اختصر المسافة بين القصيدة والحقيقة ..الشهداء حتى وهم في الطريق الجلجلة كانوا يترنمون بأغنية واحدة :العراق يفوق الوصف ومن أجل عراق الذي لايحتوي وصف ..أرتفعوا الى عليين وهم يهتفون (عراق ليس عراق )..ولاادري لماذا شباط يستهدف الشيوعيات والشيوعيين ،في 14 شباط 1949 انكسر العمود الفقري للروح وفي 8 شباط 1963 استباح الفاشست الحزب الشيوعي العراقي ، وانصارهم والزعيم الاوحد عبد الكريم قاسم ، كان يومها قد زج الشيوعين في السجون والمعتقلات ..
سلامٌ على شهيداتنا...
سلامٌ على شهدائنا..
وهم يرفضون الاستشهاد في مكان آخر..