المنبرالحر

هل يسمع المسؤول؟ تحرير الشوارع / راصد الطريق

يبدو عنواناً يدعو إلى الابتسام قليلاً. فهو ليس تحرير المدن ولا تحرير البلاد، انما هو تحرير الشوارع. لكن المريح في هذا هو انك لا تحتاج الى قوات مسلحة وخطط عسكرية ومساعدات دولية. تحرير الشوارع يحتاج الى ارادة سليمة وقوية وحازمة والضرب على الأيدي المرتشية التي تسمح بذلك. ما معنى ان يشكو الناس بطء حركة المرور في الشوارع الرئيسة، كالجمهورية مثلاً، في وقت ترى فيه البضائع والبيع قد احتلا نصف الشارع؟ كيف تنزل بضائع المحلات بعد احتلال الرصيف لتحتل ما يقارب نصف الشارع؟ طبعا يحدث « الاختناق « ويتأخر الناس عن اعمالهم، والشارع الذي تكفي لقطعه عشر دقائق يقطع بثلاثة ارباع الساعة مع المزعجات والمخاطر والمفاجآت.
هل يصعب تنظيف الشارع؟ او منع البيع نزولاً من الرصيف وعدم الاكتفاء به.. لاحتلال الشارع نفسه؟ اظن ان مفرزة شرطة مع « كرّابة « تقوم بالواجب، والرجاء إبعاد امانة العاصمة فنصف خراب العاصمة من بعض موظفيها وتواطؤاتهم. لولاهم لما اضيفت الارصفة الى المساكن، ولما قال هذا او ذاك من الناس: الرصيف تكملة لحديقة بيتي او لبنائه! ولما صعدت الاعمدة الرخامية على الارصفة لتتحول مكمّلات بيوت. أليس ذلك بسبب « التسامح « او « التغاضي « او « الفساد «؟
النداء موجه إلى وزارة الداخلية.. السيد وزير الداخلية، السيد مدير المرور، هي مسؤوليتكم في فتح الشوارع، في تحريرها في المناطق التجارية، وإعادة الارصفة الى الشوارع في المناطق السكنية. نريد شوارع سالكة، نريد مدناً نظامية. نريد احترام الحقوق العامة وعدم تحويلها او سرقتها وجعلها حقوقاً خاصة. نحن مع مساعدة الباعة الصغار واصحاب العربات، لكن بنظام. هيئوا لهم امكنة نظامية تلتزم بالتعليمات وليشعروا بانسانيتهم واحترامهم لا بتجاوزهم ومخالفاتهم.
لنبدأ كل من موقعه في تأسيس دولة مدنية حديثة، لها لياقات تجارة ولياقات مرور ومناطق سكنية هادئة نظيفة. توقفنا عن التشجير، توقفنا عن الجزر الوسطية النظيفة، والآن نحن في مرحلة خسارة الشارع والطريق وتعذر الحركة.
أسأل: هل بقيت مدننا مدناً ام تحولت الى عشوائيات من نوع مضحك مؤسف؟ الى متى هذا التخلف؟ هذا الخروج على القوانين؟ ومتى تصبح لنا مدن منظمة تحكمها لياقات مدينة وشروط بناء واحترام للناس؟