المنبرالحر

عمّتنا أمريكا / ابراهيم الخياط

دعت الخارجية الأمريكية إلى إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، كما حضت موظفيها وعائلاتهم ورعاياها على مغادرة مصر، فيما فقدت صحافة العم سام لياقتها، اذ قالت «واشنطن بوست» ان حكومة العسكر شنت هجوما دمويا على أنصار مرسي المسالمين المعتصمين في بعض ميادين القاهرة، مما أسفر عن مقتل وجرح الآلاف. أما «نيويورك تايمز» فقالت ـ بشكل مخز ٍـ إن القمع الدموي من جانب الجيش المصري للمعتصمين السلميين يعتبر ركنا مظلما. وبصلافة قالت مجلة «تايم» إن الليبراليين المصريين فقدوا كل القيم الأخلاقية عندما دعموا الحملة على الإخوان المسلمين، مضيفة أن الحكومة نفذت كابوسا كارثيا.
وفي الوقت ذاته وجّه اوباما ـ متنكرا لمدنيته وحتى للونه ـ كلمة شديدة اللهجة لحكومة مصر وألغى مناورات النجم الساطع، على الرغم من أن علم القاعدة كان سيد الاعتصامات.
فكانت ردود الفعل، منها أن برزت أغنية على اليوتيوب، تستخف بأوباما لانحيازه إلى الإخوان المسلمين: «يا أوباما أبوك وأمك.. وكل الناس التانيين.. اتلم يا واد لا لمك.. جيشنا جامد ومتين.. ياأوباما ياراعي الإرهاب.. وخاين زي الإخوان.. بيقلي دا انقلاب.. وانت مالك يا هباب؟» وقد حاز التسجيل على أكثر من 140 ألف مشاهدة.
كذلك بدأ سؤال يدور في فضاء مصر مفاده: لماذا تدافع أمريكا عن مرسي؟ وهل يعقل أن أوباما يدافع عن مرسي إذا كان الغرض الحقيقي للإخوان تطبيق الشريعة؟
هذا في مصر، أما في العراق، فقد أعلنت أمريكا عن استعدادها للعمل مع الحكومة من أجل مواجهة التهديد الذي تشكله القاعدة، وذكر بيان أصدرته سفارتها ببغداد، أنها تدين بأشد العبارات الممكنة الهجمات الجبانة، مع تأكيدها أن الإرهابيين هم عدو مشترك لأمريكا والعراق والمجتمع الدولي، ونوهت برصدها ١٠ ملايين دولار مكافأة لرأس القاعدة في العراق والشام «أبو بكر البغدادي».
ازدواجية أمريكا هذه تذكرنا باحدى جداتنا التي جمعت الشتاء والصيف على سطح واحد، حين زارها ابنها وابنتها مع عائلتيهما في أحد الاعياد، وبعد العشاء فرشت لهم في السطح البغدادي، ووضعت «التنكة» المغطاة بالململ على حائط الستارة، وفي منتصف الليل تفقدتهم كعادة نسائنا الاوليات، فرأت ابنتها وزوجها متباعدين في الفراش، فلكزتها وقالت لها: بنتي، الهوا تالي الليل بارد، اتغطي ويه رَجلج زين، ليش مبعدة عنه.
ومرّت على الفراش الثاني، فوجدت الكنة وهي حاضنة لابنها، فما كان منها الا ان انتفضت ساحبة لها، وقائلة: عيني بت أمها، مو كتلتيه للرجّال، ماتشوفين الدنيا شلون وخمة، خليه شويه يتنفس بهذا الجحيم.