المنبرالحر

القتل المعلن.. قتل عمد / ئاشتي

تستجمع قوى خطاك من أجل السير نحو زاوية كشف المستور، لعل بذرة أمل في تحقيق ما تم تجاهله تزهر من جديد، كي ينتصر الحق في عراق انشب مخالبه بين ثنايا اضلاعك فلم تضع عليك فرصة التخلص من عذوبة الألم الذي تخلفه تلك المخالب. مثلما ضاعت عليك فرصة حماية أضلاعك من التمزق وأنت تسكتين لتلك ألآلام، وكأنك في حضرة آلهة الضياع المجاني، حيث لا مرفأ ولا صوت يدلك على مبتغاك. وهل هناك حقيقة أكبر من الحقيقة الكاشفة للمجهول، تنكشف الحقيقة بكل عريها، من أجل أن تبرد في الروح لوعة التستر على الجريمة، ومن أجل أن يطمئن الجميع على حياتهم، حتى لا تسجل حالات قتل المبدعين وكل ابناء شعبنا ضد مجهول، وحتى لا يستمر مهرجان القتل المعلن بكل دناءته ووحشيته، فقد سئمت نفوسنا كل هذا الهذيان الذي تتقوله حكوماتنا منذ عشر سنوات، وما عاد ينفع لنا غير صمتها، لأن الجميع يعرف مدى الزيف في كل ما تقول.
قد تستجمع قوى خطاك، ولكن أين ستمضي بك؟ وأنت محاصر في إغلاق كل جرائم القتل، مثلما أنك محاصر في الافصاح عمن تراودك الشكوك حوله في جريمة القتل، وهل هي حقا شكوك فقط؟ هي أكثر من شكوك عندما يتعلق الأمر بالقتل المعلن الذي هو في حقيقته قتل عمد. وإلا ما الذي يجعل مسلحين يقفون على أهبة الاستعداد في طريق محمد القاسم، يتربصون بضحيتهم وهم على معرفة بمرورها عبر هذا الطريق كي ينهالوا عليها برصاص غدرهم؟ لا ريب أن كامل شياع يحمل مشروعا إنسانيا عراقيا من أجل التغيير وهو بالضرورة يهم الجميع حتى الذين فكروا في قتله ( نتيجة لجهلهم وغبائهم)، ولكن هناك على ما يبدو مآرب أخرى تقف خلف هذا القتل، مآربهم شخصية ضيقة، كانوا يتوهمون أن هذه الطاقة العراقية سوف تزاحمهم في تسنم مواقع ثقافية أخرى هم يطمحون إليها، يطمحون إليها بدافع أناني محض، لأنهم لم يعرفوا أن كامل شياع تجاوز كل مغريات الحياة من أجل لحظة حب واحدة للعراق. لم يعرفوا أن كامل شياع لا يطمح الى أكثر من ابتسامة طفلة عراقية في صباح مشمس يزف أغانيه بهدوء...هدوء لا يتناسب وضجيج الرصاص الذي قتله.
هل حقا استطيع تجميع قوى خطاي وأنا اتذكر كامل؟ ليس لي غير أن أكرر ما كنت كتبته عنه:
أتذكر حين نكون معا
أضحك وأقول سنقتل يا كامل
تضحك وتقول: ولسنا أفضل ممن قتلوا.
دائرة القتل تضيق
ولكن بزيونة يا كامل وجر ذئاب.