المنبرالحر

«باسوورد» الأصلاح ! / يوسف أَبو الفوز


رغم أننا كنا نعيش اجواء ذكرى ايام انقلاب شباط الاسود عام 1963 ، وننتظر كالعادة ما يحكيه لنا أَبُو سُكينة و أَبُو جَلِيل ، من ذكريات مرة عن ايام اعتقالهما تلك الايام، الا أننا اعتدنا الى جانب تذكر مآسي تلك الايام ودروسها، ان نتحدث عن المستقبل وايامنا الحالية. وهكذا خلال زيارتنا لبيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، ظل الحديث يدور حول قضايا الفساد المستشري في البلاد، وهل توجد خطوات عملية للخلاص منه في ظل الظروف الداخلية والخارجية الصعبة والبالغة التعقيد، حيث أوضاع البلاد مفتوحة على عدة احتمالات .
كانت سُكينة تقول ان مصادر من لجنة النزاهة البرلمانية اعلنت ان هناك 600 دعوى فساد امام القضاء تنتظر حسمها ، بينما اشارت زوجتي الى انها قرأت في الصحف أن مصادر من داخل القضاء الاعلى تقول ان هناك فقط ثلاث قضايا فساد موجودة لديهم يُنتظر حسمها. وكان جَلِيل يواصل التأكيد على ان اسباب كل ذلك هي سوء الادارة في محاربة الفساد، وعجز الحكومة الحالية عن اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف اخطبوط الفساد ومنعه من مد اذرعه ليواصل نهب المال العام واستنزاف موارد الدولة وتعطيل عملية البناء والاعمار. هذا الواقع الذي اجج الاستياء الشعبي وعزز من عزم قوى الحراك المدني لمواصلة الاحتجاج والمطالبة بعملية اصلاح جذري شاملة.
وكنت مشغولا مع سُوزان ابنة جَلِيل اشرح لها كيف ان موقعي في فيس بوك يتعرض بين الحين والاخر الى فايروسات تظهر على شكل اعلانات او فيديوهات، ورغم اني احذفها الا انها تعاود الظهور مرة اخرى . فشرحت لي سُوزان : ان الامر بسيط جدا . انت بحاجة الى تغير باسوورد برنامجك وعندها ستقطع الطريق على الفايروسات ان تتسرب الى موقعك!
كان أَبُو سُكينة يتسمع لحديثنا ، فسعل اشارة لرغبته في الكلام ، فوجه كلامه للجميع : صار سنين نكرر بأن أس البلاء في البلاد هو داء المحاصصة الطائفية والاثنية ، التي فرخت لنا حكومات فرطت بأستقلال الوطن والثروة الوطنية ، وتكاثرت الفايروسات التي تضرب مجتمعنا وتنخره . وارتباطا بكلامك يا أبنتي سُوزان ، يخطر في بالي سؤال .. كيف نستطيع تغيير «باس وورد» الحكومة والبرلمان ، حتى نخلص من فايروس المحاصصة ونستطيع ان نحقق اصلاح حقيقي في احوال البلاد ؟