المنبرالحر

غوغل ايرث! / قيس قاسم العجرش


تصرّ المصادر الأمريكية على أن المعونة التي تقدمها الولايات المتحدة الى العراق في حربه ضد تنظيم داعش قد أحدثت فرقاً كبيراً في الموقف.
بالأمس قالت الخارجية الأمريكية في تغريدة على تويتر: إن الضربات التي وجهتها طائرات التحالف الى عصابات داعش في المناطق التي يحتلونها قد جعلت التنظيم يخفض رواتب مجرميه الى النصف. وكذلك دفعته الى زيادة الضرائب التي يفرضها على المدنيين.
هذه العبارات كان يمكن أن تكون أكثر حصافة لولا أنها لم تخف أكثر مما تفصح. وبمراجعة بسيطة لما صدر عن المصادر العسكرية الأمريكية التي يبدو من التصريح اعلاه أنها على اطلاع كامل بتفاصيل الوضع المالي لعصابات داعش، أقول: لماذا لم نسمع أي تفاصيل عن تمويل داعش وأساليب بيعه النفط الخام حتى الآن؟
لنتذكر أن المناطق التي يحتلها التنظيم الإرهابي هي مناطق داخلية لا تطل على بحر أو منفذ مائي مستقل. فكيف يتسنى للتنظيم بيع النفط؟. ومن هي الجهة التي تشتريه؟...وقبل كل شي، فإن النفط الخام مادة غير قابلة للاستخدام المباشر مالم تخضع لعمليات التكرير، فهل تمكنت الطائرات المسيّرة الأمريكية من رصد شاحنات النفط من دون أن تنتبه الى وجهتها الأخيرة؟.
هذا ما لم تتحدث عنه المصادر الأمريكية، وهو ما أغفلته تغريدات الخارجية وتصريحاتها.
أليس من الأجدى أن تسألوا حلفاءكم الأتراك عن الجهة التي تكرر النفط الخام وتعيد بيع مشتقاته في المنطقة؟. لكن طمس الحقائق لم يأت عن فراغ أو سهو. لا أحد ينتبه الى شاحنة بينما يسهو عن مصفى للنفط.
انما هناك إرادة امريكية - تركية للحفاظ على سرطان داعش عند مرحلة من المراحل، أي تركه بين الحياة والموت من أجل استخدامه في الضغط على خصومهم المتواجدين في المنطقة.
حين طرح مشروع بايدن تقسيم العراق، قالت مصادر أميركية أن خيار التقسيم على أساس فدرالي عرقي او اثني هو افضل من الانزلاق في حرب أهلية. وكانت تلك النبوءة التي هي أشبه بالتهديد، منهج عمل حقيقي تبنته الإدارة الأمريكية في مرحلة من المراحل. وجعلت الأمر يبدو وكأنه قبول بالمر من أجل تفادي الأكثر مرارة. ربما تكون تلك حادثة مفهومة، لكن ما القول في التهاون تجاه داعش؟!.
الشيء الحقيقي الوحيد على الأرض، هو أن العراق يجابه لوحده تنظيم داعش وهو لوحده من يدفع ضريبة الدم من أجل محاربة أسوأ شرور التاريخ.
إذا تذكرت الإدارة الأمريكية وباقي الحكومات الإقليمية هذه الحقيقة، اظن أن عليهم مراجعة خطابهم مرّة أخرى او اللجوء الى خدمة غوغل أيرث لمعرفة أين يذهب النفط الخام.