المنبرالحر

استمارة الانتماء الى داعش اجابت على السؤال الكبير ..! / علي فهد ياسين

اسقطت شبكة (سكاي نيوز) التلفزيونية البريطانية جدارالتضليل المخابراتي الأمريكي الغربي المحيط بأسرارتشكيل تنظيم (داعش)، باعلانها عن استمارات الانتماء للتنظيم التي حصلت عليها من أحد المنشقين عنه، قالت انه سرقها من (رئيس شرطة الامن الداخلي للتنظيم) قبل انشقاقه، مسجلة على وحدة ذاكرة وميضية ( فلاش ميموري ) .
الشبكة أعلنت عن عناوين (20) حقلاً في الاستمارة المتضمنه (23) حقلاً، والحقول المعلنه هي (اسم المنظم الى التنظيم واسم عائلته واسمه الحركي واسم امه وفصيلة دمه وتاريخ ولادته وجنسيته وحالته الاجتماعية وعنوانه ورقم هاتفه ومكان اقامته وعمله السابق ومهاراته وتحصيله الدراسي ومدى المامه بالشريعة وما اذا كانت له خبرات قتالية والدول التي عبرها للوصول الى سوريا وتأريخ وصوله ومن أوصى به)، ولم تفصح عن الحقول الثلاثة المتبقية !.
حقول استمارة الانتماء لداعش تمثل اسلوباً مخابراتياً حديثاً لايتناسب مع خطابات الترويج عن تشكيلها من مجاميع رافضة للواقع السياسي في سوريا والعراق تحديداً، وفي البلدان التي تمددت لها بعد سيطرتها على مساحات واسعة من اراضي البلدين، وهذه الاستمارات لم تعتمدها القاعدة في بدء تشكيلها وعلى مدى تأريخها، قبل أن تستحوذ داعش على شهرتها العالمية التي تجاوزت بها تنظيم القاعدة، واستمارة الانتماء الداعشية تحاكي بالمطلق اساليب الدوائر المخابراتية العالمية في (الفحص والتدقيق) لمنتسبيها، وللمستهدفين بانشطتها على السواء، وهنا بيت القصيد الذي يؤشرباتجاه المغزى الأهم في العلاقة بين الطرفين !.
استمارات الانتماء لداعش التي حصلت عليها شبكة (سكاي نيوز) البريطانية تتضمن معلومات عن (22) اثنين وعشرين ألفاً من (51) واحد وخمسين بلداً، تؤكد بما لايقبل الشك على الطريق السالك لوصولهم عبرالاراضي التركية الى سوريا، وهو واقع حال لازالت الحكومة التركية ورئيسها اردوكان لايعترفون بمسؤوليتهم فيه، وهذه وحدها فضيحة كبرى تستحق الادانة والحساب، ناهيك عن تفاصيل مابعدها لهؤلاء العابرين للحدود التركية السورية، في الاستضافة والاعداد والتدريب والتسليح قبل الدخول، ومن ثم استقبال الجرحى في المستشفيات التركية وتسهيل عودتهم مرة اخرى للقتال في سوريا ، أو عودة مجاميع منهم الى دولهم ليكونوا نواةً للخلايا الارهابية النائمة الى حين !.
المؤسسات الاعلامية الكبيرة مثل (سكاي نيوز) لها سياساتها في ادارة الملفات المهمة على مستوى التوقيت والتأثير، وهذا الملف يمثل صيداً نوعياً خطيراً على المستوى السياسي والأمني لشخصيات وحكومات مؤثرة في السياسة العالمية، ومن هنا يأتي توقع (حجب) الاجزاء المهمة من تفاصيله تحت ضغط الحكومات، اوبالتوافق معها لتمريره بأقل (الخسائر)، لاسيما والعالم يراقب تفاصيل السباق الانتخابي الامريكي نحو البيت الابيض، الذي يتحكم رئيسه بالسياسات المهيمنة على العالم، رفقة حكام اوربا وامثالهم في القارات، لكنه يبقى باسراره الاخرى بانتظارالفضح الكامل لاحقاً، كما هو الحال في كل الملفات المؤجلة التي لازالت مغلقة خدمةً للكبار، أولأذيالهم التابعة في البلدان المتحكمين فيها .