المنبرالحر

في الذكرى الـ 25 لانتفاضة اذار 1991: لتكن دافعاً لاستنهاض قدرات شعبنا لتحقيق التغيير المنشود / احمد ستار العكيلي

ُنعيد ذاكرة الزمن المر ، لنقف عند لحظةٍ كُتبت سطورها بمداد الدم . لنسجل بدء النهوض الشعبي لإشعال ثورة المظلومين في ايام اذار قبل ربع قرن. توقف تكرار ايام التعسف والاضطهاد ، وهبّ ثوار الحرية ليمزقوا خرائط الاماكن التي لا يسمع منها غير صراخ الابرياء تحت سياط التعذيب..
في صبيحة احد ايام بداية اذار ، ذلك اليوم الاغر، إشرقت شمس الثورة من جنوب العراق.. من البصرة التي كانت تعاني اقسى انواع الاستبداد والظلم.. تعالت صيحات التحرر.. لتمحو تاريخنا الاسود وتكتب تاريخ الفقراء..
وبعد ويلات الحروب الدامية.. وانسحاب الجيش الذي ملأت ارتاله مدينة البصرة، شرع فتيان الحرية، وهم يقتحمون دوائر الارهاب ويطاردون فلول سلطة البعث القمعية، ومن ثمة اشتعلت شرارة الثورة لتشمل محافظات العراق، وتحاصر سلطة الرعب، سلطة دكتاتورية مقيتة .
ولان الثورة في اذار شعبية .. اوقدت شعلتها الاولى شرارة الغضب الجماهيري .. وللتأثير الاقليمي والدولي الذي لا يتمنى عراقاً مستقراً وامناً وينعم بالحرية .. تعالت صيحات قوى الشر لتحبط المسيرة وتمد يد العون لسلطة البعث .
بعد سقوط النظام في عام 2003 استبشرنا خيراً ان يكون عراق ديمقراطياً عادلاً قد ولد .. لكن الامور سارت بما لا تشتهي السفن ولم تستجب اطراف العملية السياسية لدعوات القوى المدنية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي بعقد مؤتمر وطني يرسم خارطة الطريق لهذا العراق الوليد.
لقد خط الحزب الشيوعي العراقي عبر مؤتمراته ، سياسته للتغيير المنشود في الخلاص من نظام المحاصصة الطائفية والاثنية ، عبر تغيير موازين القوى في استنهاض جماهير شعبنا سياسياً واجتماعياً.. وارساء البديل الديمقراطي عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية .
لقد اثبتت التجربة صحة ما توصل اليه هذا الحزب العريق الذي لم يغادر ساحات الكفاح، حول خوض النضال بكافة الوسائل السلمية في سبيل الخلاص من اس البلاء وهو المحاصصة الطائفية التي ارجعت البلد الى قرون التخلف . ولقد ساهم الحزب ونظم الهبات الجماهيرية والحراك المدني الديمقراطي ، واخرها في إواخر تموز 2015 على شكل حراك شعبي اجبر السلطات الحكومية على اطلاق حزم الاصلاح، التي شهدت للأسف تلكؤاً ومماطلة وتسويفاً . مما يستدعي من قوى الحراك الاجتماعي ادامة زخم المظاهرات وتوسيعها وترسيخها وتنظيمها بما ينسجم مع مصالح اوسع الجماهير الكادحة والفقراء منهم خصوصاً .
ان ايجاد اشكال نضالية متجددة ضروري لتحقيق التغيير المنشود والحقيقي في موازين القوى .
انها معركة سياسية وفكرية بامتياز وهي معركة ليست بالسهلة او الهينة ، تحتاج الى اكبر قدر من التنظيم والدراية والالتزام والمبادرة ، وهي اولى مهمات التنسيقيات المنضوية في الحراك الاجتماعي .
ولقد ساهم التيار الديمقراطي والقوى المدنية بكل حماس وكفاءة في تطوير الحراك الشعبي وتحويله الى مطلبي فاعل ومؤثر على مراكز القرار السياسي والتشريعي في الدولة لتحقيق مطالب شعبنا ، وعبأ طاقاته الذاتية وخاصة الشباب والشرائح الاخرى في ساحات التظاهر .
انها معركة بين المتنفذين وسراق المال العام، وقوى شعبنا المكتوي بالازمات التي اوجدها النظام القائم، وقد اثبت عدم صلاحيته للاستمرار وان بوادر التغيير ظاهرة ومفتوحة على كل الاحتمالات .