المنبرالحر

بئسا لأعداء الحياة .. ! / منعم جابر

مرة اخرى يقترف اعداء الانسانية جريمة جديدة حيث فجر الدواعش ملعبا شعبيا لكرة القدم شمالي محافظة بابل بينما كان العشرات من الشبيبة الرياضية يحتفلون بانتهاء بطولة كروية لفرق المنطقة الشعبية ساهمت بنشر المحبة والسلام والوئام بين ابناء المدينة وبينما كانوا يهمون بتوزيع الجوائز والهدايا على المشاركين والفائزين من دون تمييز بين هذا وذاك الا على أساس الإبداع، وإذا بأحد أولئك الأوغاد من اعداء الحرية والحياة واعداء الابداع والمبدعين ينطلق هاتفا بين الهاتفين وراقصا مع الراقصين لكنه كان يحمل قلبا متحجرا وروحا عدوانية وسلوكا اجراميا ليفجر حزاما ناسفا في وسط الجموع المبتهجة البريئة وليقتل منهم من يقتل ويجرح من يجرح ويرعب اخرين لتكون حصيلة هذه الجريمة الشنعاء اكثر من مئة انسان بين شهيد وجريح لا ذنب لهم و لا عداء معهم وليس للقاتل وعصابات داعش معرفة بهم . ان ما شهده الملعب الشعبي هذا لم يكن إلا مشهد جديد من تلك المشاهد التي رسمها هؤلاء ( المتأسلمين ) من اجل ايقاف عجلة الحياة وقطع مسلسل التطور الانساني وبث الرعب والخوف والموت في صفوف الجماهير والمبدعين منهم بشكل خاص . لان الحياة بمسيرتها ومبدعيها ترعب هؤلاء وتزيحهم عن الميدان ولانهم يجدون حياتهم بايقاف عجلة التطور والتقدم الحضاري فنجدهم يوزعون الموت مجانا ويزرعون الخوف في كل مجالات الحياة وزواياها محاولة منهم لحسم معركة الحياة لصالحهم وهذا مستحيل . لكننا وفي جميع المجالات نقف بقوة وصدق من اجل محاربة هؤلاء وبقوة وعزلهم عن ميادين الحياة وساحاتها وخاصة الابداعية منها فبالابداع الفني والرياضي والانجاز العلمي والانساني نصنع جدارا عاليا نعزل من خلاله أولئك الأوغاد ونسد أمامهم طرق التخريب والقتل والدمار ونشيد وطنا نحميه بالحب والقلوب العامرة بالإيمان . القوى السياسية بكل تفاصيلها والمتنفذة منها يجب عليها ان تعرف حجم مسؤولياتها اليوم بحماية الوطن والدفاع عنه وهذا لا يتم الا من خلال ترصين الوحدة الوطنية واعتماد الهوية العراقية اساسا بدلا من الهويات الثانوية والفرعية . المجد والخلود لشهداء الوطن والرياضة الخلود لشهداء ملعبنا الشعبي في محافظة بابل والشفاء والسلامة لجرحى العمل الاجرامي في الملعب الشعبي ولنرص الصفوف ونوحد الكلمة ونتجاوز الخلافات من اجل وحدة وسلامة الوطن و بئسا لأعداء الحياة.