المنبرالحر

رغم كل شيء.. مازال شاباً / عبد السادة البصري

وأنا أتابع عروض المسرح التربوي في مهرجان مسرح التربيات المقام في البصرة حالياً ، بعد كل عرضٍ أشعرُ بالفرح والسعادة.
المسرح المدرسي الذي يمتد عمره الى أكثر من ثمانين عاماً يتعافى في كل مهرجان رغم الصعاب والمشاكل والأزمات التي اعترضت مسيرته. حيث تجده شاباً يتبختر بشبابه وفتوته ليمطر عليك ألقاً يمتد لعقودٍ ثمانية .. المسرح الذي واجه أعتى الصعاب وما تمخضت عنه الحروب والويلات والحصار يتجدد كل يوم في روح الشباب المثابرين الذين يضخون دماً جديداً لجسده في كل عرض.
أذكر إني وقفت على خشبة المسرح في أوائل سبعينات القرن الماضي لأمثل دور فتى يبحث عن مستقبله بين المخاضات العسيرة .. وقد أديت دوري الصغير في ذلك الوقت لينغرس المسرح في دمي عشقاً لم يبرحني الى حد هذه اللحظة . كبرت وهو مازال فتى يتجدد في كل يوم.
كذلك الحزب الشيوعي العراقي الذي عبر الثمانين بعامين شامخاً رغم الهزات والمؤامرات والنكبات التي وقفت في طريقه تراه يتجدد كل يوم أيضاً..
فمنذ تأسيسه قبل اثنين وثمانين عاماً وهو يصارع أعتى الصعاب والنكبات من أجل الوطن والناس . فالمؤامرة الكبرى بإعدام مؤسسه الخالد ( فهد) ورفاقه .. وانقلاب شباط الأسود وإعدام الخالد ( سلام عادل ) ورفاقه . ومؤامرة نظام البعث في أواخر السبعينات والإعدامات التي طالت شبابه .. والتعتيم والقمع الذي مارسته الأنظمة الشمولية التي تعاقبت على حكم العراق لم تنل من فتوته وشبابه المتجدد أبدا .يكبو وينهض ويكبو وينهض .ونهوضه دائماً أشد وأقوى من كل شيء.
نظرة سريعة الى تأريخه المليء بالنكبات والصمود والبسالة والتضحيات والنهوض بقوة بعد كل نكبة تمنحنا صورةً جليةً بأنه يتجدد لأجل الناس .. فمَن جعل من قلبه خارطةً للوطن بالتأكيد لن تثنيه الأزمات بل تزيده قوة وإصرارا على أن يظل صامداً متجدداً لينثر الفرح ويبث العزيمة في نفوس أهله ومحبيه بفضل ما يقدمه من قرابين .. القرابين التي أضحت شموساً وكواكبَ تنير الظلمات وتفتح دروب النضال من أجل وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد.انه الحزب الذي يفكر بالإنسان قبل كل شيء.. ويسعى الى بناء الإنسان على أكمل وجه فبناؤه يعني انتصار الوطن وزهوه.
هذا ما فكر ويفكر وخطط ويخطط له الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه والى ما لا نهاية .حيث قدم ويقدم القرابين ليبقى الوطن حراً عزيزاً وشعبه أبياً يرفل بالسعادة ..ومَن يضع الوطن بين حنايا الروح واجب علينا أن نحتفل بشبابه المتجدد كل عام ، ونزف له أسمى التبريكات والأمنيات بالنصر والتجدد الدائم .