المنبرالحر

هل يسمع المسؤول؟ الادارة علم وأدب خطاب

بعض من وزرائنا، رؤساء جامعاتنا، المدراء العامين، عمداء الكليات، رؤساء الدوائر، بعض من أولاء فاجأتهم المناصب العليا. فكان للمظهرية حصة في سلوكهم: حمايات، صوت يقرقع في التوجيه، عدم احترام الناس، إشعار المنتسبين بالعلو بالنسبة له، وبالدون والاقل بالنسبة لهم. هو حين يرفض لا يقول: آسف، اعتذر «. هو يقول: هذا هو ، تفضل! «. هو لا يقول: « لا تتوافر درجات «، هو يقول: « وين ما تروح روح !». وزير قيل له: خريجو دراسات عليا يحرقون شهاداتهم احتجاجاً، كان جوابه: « ليحرقوا انفسهم !».
وهكذا صار اساتذة الكليات في حرج اخلاقي من بعض العمادات، وصار موظفو الوزارات في حالة عدم ارتياح من مدرائهم العامين، او حتى مدراء اقسامهم.
وهكذا خسرنا الأُلفة الانسانية والتعاون، وراح حب العمل بكراهة رب العمل!
الادارة ليست ابهة. ليست حمايات ومواكب. وليست ايضاً أوامر واجتماعات وعدم إصغاء! يا سادة، الحضارة إصغاء اكثر مما هي أوامر! تفهموا مفردات عملكم، ومع العلم والفهم لا بدّ من أدب في الخطاب واخلاقية في التعامل. هذا هو شرط الانجاز السليم. وإلا فبسببكم كرِه الناس اعمالهم وكرهوا بلدهم!
نعلم ان مناصب كثيرة، من مدير الى مدير عام الى مشرف على مشروع الى مدقق.. تم الوصول اليها بتوصيات او بانتماءات او بـ مبالغ! ونتيجة لهذه الاسباب جاءت وجوه غير جديرة بمكانها، لا علماً ولا سلوكاً و- احياناً - ولا نظافة!
لكي تكون لنا معاهدة جيدة وعلمية، احترموا اساتذتها واختاروا، او دعوهم هم يختارون، عميدهم! ورئاسة الجامعة يختارها اساتذة الجامعة.. وإذا كان هذا متعذراً لأي سبب من الاسباب، فلتكن اختياراتها لمدراء الدوائر، للمدراء العامين، للعمداء، لرؤساء الاقسام، اختيارات تعتمد العلم والخلق القويم ولمن يتصفون بحسن الادارة وحسن الخطاب.
هكذا نحل المشاكل في الدوائر
وهكذا يرتاح المنتسبون
وهكذا نشعر بأننا في بلد فيه نظام وآليات عمل، واخلاقية في التشاور وفي التوجيه.
العمل يقوم اساساً على المحبة والاحترام، لا على الهوس الاداري والصخب الذي لا ضرورة له، مما يجعل الموظف او الاستاذ غير مطمئن الى ما سيقع له، وهو يقابل مهووساً جِلْفاً لا يفهم ولا يعلم ولا يعرف يتكلم!