المنبرالحر

تراتيل في معبد السياسة العراقية المضحكة . . . ! / أحمد الشحماني

احياناً يكون الدمع والبكاء راحة للمحزون، والضحك غباءا واستحمارا للضاحك المضحوك عليه . . .!
* * *
اخيراً انتفض البرلمانيون المعتصمون واسقطوا رئيس البرلمان سليم الجبوري في حلبة البرلمان بعدد الجولات وليس بالضربة القاضية، وكأني بهم ينشدون:
"أذا البرلمانيون يوماً ازاحوا الجبوري فلابد ان يستجيب فؤاد معصوم"
البرلمانيون اقسموا بالله والوطن في مسرحيتهم الكوميدية الساخرة ان يقصموا ظهر البعير. البعير حائر، يُجيش الجيوش تلو والجيوش لأستعادة مكانه الذي اشتراه بعرق جبينه.
البرلمانيون مازالوا مرابطين على خشبة المسرح يضحكون.
الشعب محتسباً بالله، منادياً لهم، معذرة، ليس لدينا وقتاً للضحك، البكاء هدم مملكة الفرح، وما عاد للضحك معنى في "جمهورية البكاء" . . .!
البرلمانيون اجادوا التمثيل، لدرجة ان تعابير وجوههم وحركاتهم واصواتهم لم تفضح ما في دواخلهم من سخرية واستهزاء بالمواطنين. المخرجون اتقنوا السيناريو، "السيناريو معد سلفا".
الشعب مخاطباً البرلمانيين، يصرخ قائلا: مؤامراتكم وافعالكم المدفوعة الثمن لا تنطلي على شعب ذاق مرارة الغدر.
ثلاثة عشر عاما والجرح ينزف وانتم تضحكون بأصوات عالية،
ثلاثة عشر عاما والشعب يبكي مرارة الفقر وانتم تسرقون الوطن،
ثلاثة عشر عاما والأرهاب يخطف اولادنا ويهدم بيوتنا وانتم تقهقهون بأعلى اصواتكم.
رئيس الحكومة حيدر العبادي . . .
الرجل العبادي ، عبارة عن اوراق مبعثرة، لا يعرف ماذا يفعل، لأنه لا يعرف اساساً كيف يتعامل مع احزاب صوتها معه في النهار، وحرابها ضده في الليل.
حيدر العبادي، يبدو انه مشلول اليد، فاقد السيطرة، لا يستطيع حتى فك طلاسم الدائرة المقربة منه، كيف اذن نحّملهُ فوق طاقته . . .؟
أنا انصحه ان يحمل جوازه البريطاني ويرجع من حيث اتى ليكمل ما تبقى من عمره منتشيا في حدائق لندن. كم سيعيش من العمر؟ الليل موحش والطريق طويل، ودموع الثكالى والأيتام والفقراء ستحنى ظهره قبل موعد الرحيل.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم . . .
وقد بلغت من الكبر عتيا . . .
يصحو من نومه العميق، متوهماً بأنه ما يزال في بريطانيا، يلقي خطاباً تعبوياً استعراضياً، رائحته طيبة، لكن طعمهُ محّير. السيد الرئيس فؤاد معصوم يعد الشعب العراقي بأصلاحات شاملة ومحاسبة الفاسدين.
كلام جميل ومؤثر وسليم . . .
صح النوم سيدي الرئيس . . . !
أنت الآن في بغداد وليس في البرلمان البريطاني. أين كنت طوال تلك السنوات العجاف من عمر الحكومات الفاشلة؟ الم يخبرك طاقمك من المستشارين والمقربين بان الفساد الحكومي تجاوز حدود الوطن، ونار الحريق تجاوز المتوقع.
بالله عليك سيدي الرئيس، أخبرني كيف يمكنكم محاربة الفاسدين؟ واين كنت منهم ومن سرقاتهم؟ هل انت جاد فيما تدعّي؟ سأمنحك مني سنة اضافية، لا عليك، أمتطي جوادك واستل سيفك، سيمنحك الشعب المسكين رخصة التجوال في شوارع العاصمة لملاحقة الفاسدين. لا تقلق الشوارع مُؤمنة من الأعداء، شيئا واحدا اخشى عليك منه، ربما الغرق في نهر دجلة لأن مياه الأمطار زادت من منسوب مياه النهر، اذا كنت تجيد السباحة فلا داعي للقلق. سينتظرك الشعب العراقي، لا تنسى ملاحقة الفاسدين.