المنبرالحر

نفس الوجوه الكالحة ونفس الضحايا / ماجد فيادي

منذ بداية العملية السياسية بعد سقوط النظام واحتلال العراق، ومنذ تأسيس القنوات الفضائية العراقية، الممولة من اموال غير عراقية، اعتدنا التفرج على وجوه يفترض انها سياسية، برلمانيون وزراء رؤساء كتل محللون واعلاميون، كلهم يتكلمون بنفس اللسان ونفس الاتهامات يطرحون علينا المشاكل يشتكون لنا ويشتكون منا، يقولون اشياء غاية في الاهمية، لكنها بلا منظور فكري، يطرحون علينا معاناتنا ومشاكلنا يتأسفون لنا ويطالبونا بانتخابهم، يخطئون بعضهم ويكيلون التهم لبعضهم، ثم يتحالفون مع بعضهم ضدنا، يعبدون الشوارع التي تؤدي الى مقابر الأئمة لنزورها شيعة وسنة، يطورون في تلك المزارات الدينية ويزيدون من تحميلها بالذهب والمرمر، حتى يجعلونا اكثر خشوعا وتفاعلا مع معاناة تلك المقامات الدينية، لكنهم عندما يصلون الى معاناتنا تخونهم الحلول والسبل، فيؤجلوها الى اربع سنوات جديدة، ننتظر اللا حل من برلمان ننتخبه ليزيد من بؤسنا بؤسا.
وجوه تصفنا مرة بالبؤساء ومرة بالمارد، احدهم يقول المعلم العراقي زمال كلشي ميفتهم، ثم يصفنا اخر بغير المنضبطين ليختتم احدهم اننا نجتاح المنطقة الغبراء، وكأننا اوباش من بلد اخر، تظهر احداهن تريد ان تقتل سبعة سنة قبالة سبعة شيعة، فتأتي اخرى متباكية على تهميشنا، لكن اقواهن تلك التي تترامى بالنعلان والبطالة في البرلمان، ولا اشجع شقاة في بارات الفضل ايام زمان، هي نفس الوجوه.
بعد ان تظاهر الناس على الفساد والفاسدين واستمروا بتظاهراتهم حتى تطورت في خط بياني وصلت الى الاعتصامات واخيرا اقتحام المنطقة الخضراء، راحت نفس الوجوه الكالحة ( بنفس البدلات الرسمية والعمامة السوداء والبيضاء ونفس الحجاب الذي يغطي حنك الوجه والذي يكتفي تغطية الشعر مع مكياج صارخ) راحت هذه الوجوه تقدم لنا نماذج لها اول وليس لها آخر من خطط الاصلاح التي لا تغني ولا تشبع، ادخلونا في لعبة قديمة جديدة، انا نزيه وغيري فاسد، حلولي الأنجع وحلولهم الأفشل، نبدأ بالبرلمان ام بالحكومة، نواب رئيس الجمهورية ( وهم بلا نفع اصلا) ام نواب رئيس مجلس الوزراء، رئيس البرلمان اقيل ام لم يقال، نواب معتصمون في البرلمان، واخرون يباتون في بيوتهم.
اليوم سندريلا العراق فاتها الزمن وعبرت الساعة الثانية عشر ولم يعد بالإمكان لمحاولات الامير ذي العمامة من ادراك ما حصل واعادة الزمن الى الوراء، لا احد يريد الاعتذار وارضاءها ولا هي تريد العودة ومواصلة العمل الذي تتقاضى عليه الملايين، الحل كان بتقديم كوكبة من الضحايا ولا اقول الشهداء لان الشهادة مقتصرة على الفاسدين مثلما هي الملايين والخدمات الصحية والتعليم، قدمت هذه الكوكبة لإرضاء سندريلا والامير والسيد ذي القاعة الاميرية الفخمة التي تستوعب لسكنة مدينة الثورة كلها، او حتى كان هؤلاء الضحايا لإذلال وكسر شوكة سيد لا يؤمن انه سياسي لكنه يسير عدد كبير من السياسيين، المهم كانوا هؤلاء من الضحايا لانهم بلا سند او معين.
ضرب بجمع نحجي بالعراقي، الجماعة ما هامهم الوقت بالعكس يلعبون على دفع الشغلة كلها حتى يصير غير مفيد اجراء اي تغيير، وتبقى نفس الوجوه ونفس قانون الانتخابات ونفس هيئة الانتخابات الغير مستقلة ونفس الفساد ونفس التأييد الخارجي والاقليمي، والعب بيها ابو سميرى، ويبقى ولد الخايبة حطب لمغامرات وحروب وارهاب الفاسدين، والنفط يتصدر والبنوك الاجنبية تنترس بالدولارات، والبنك المركزي يلعب طوبة بالعملة الصعبة والذهب، ونرجع ننتظر اربعة سنوات اخرى لان غير مسموح تغيير الرئاسات الثلاث من قبل امريكا وايران، على اساس الفرسان الثلاث.
اين الحل؟؟؟
بعد ان تشابكت اللحى رجالية ونسائية، وعدم رغبة اي طرف بالنزول عن بغلته، لم يعد الحل بيد المرجعية الدينية، ولا ادعو الى تدخلها من جديد بل اطالبها بالاعتذار للشعب العراقي لأنها مكنت هذه الاحزاب الفاسدة من حكم العراق، ولم يعد الحل بيد رئيس الوزراء مثلما كنا متوهمين في البداية انه مدعوم من الشعب والمرجعية والمجتمع الدولي، الحل ليس بيد رئيس البرلمان بعد ان خلعوه وبقى يبحث عن حلول لإبقائه على كرسيه، حتى رؤساء الكتل لم يعد الحل بيدها لان الفساد المنتشر، لطخ ثياب الجميع وليس هناك احد افضل من احد، اذا اين الحل ومن يقدر على اطلاقه؟؟؟ مهما كان دور العامل الخارجي فانا لا أؤمن الا بالعامل الداخلي وعلى العامل الخارجي ان يتبع الداخلي، في النهاية مثلما منح الشعب الثقة للفاسدين بإمكان الشعب ان يجبرهم على ايجاد الحلول، وهي مطروحة وواقعية وليست مستحيلة كما قالها شيخ النــــــــ لة ان الفوضى ستعم لو تغيرت الرئاسات الثلاث، الحل في التصويت على حكومة كفاءات تكشف الفاسدين وتقدمهم للقضاء وترسم معالم دولة جديدة، ترسخ لعملية سياسية مختلفة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية، وهذا لا يمكن تحقيقه بدون ضغط الجماهير، بتظاهراتهم واعتصاماتهم السلمية، حتى اذا وصلت لشل عمل الحكومة التي لا تحقق مطامحهم.
في الختام حتى المتظاهرين الذين لديكم وزراء في الحكومات المتعاقبة، لا يعني بتظاهركم ان وزراءكم ونوابكم غير فاسدين، فالوزير الذي لا يكشف الوزير الفاسد الذي سبقه، هو فاسد ايضا.