المنبرالحر

المقامة القـنفـية والحكومة الفستـقـية / مؤيد عبد الستار

في خضم الاحداث الاخيرة ، وارتفاع اهازيج المواطنين طلبا للاصلاح ، وبلوغهم مجلس النواب وجلوسهم على القـنـفة لبضع ساعات ، ارتفعت عقيرة الحكومة ورجالاتها تطالب بكنس المواطنين من ساحات الاعتصام والقائهم بسلال القمامة، وحبسهم في سجون الندامة ، فكيف يحق لهم الجلوس على قـنـفة النواب المحروسة ، التي صنعت في مصانع باريس من خشب الابنوس وزينت بالديباج و الدمقس الذي وعد الله به عباده الصالحين .
وما دام النواب واعضاء الحكومة هم عباد الله الصالحون فقط ، فلا يحق لغيرهم الجلوس على هذه القـنـفـة المقدسة .
والانكى من ذلك ان بعض الطيبين من فقراء البلد الميامين ، لم يعرفوا استخدام الـقـنفة ولم يجلسوا عليها كما يجلس نابليون او ماري انطوانيت ، وانما جلسوا عليها متربعين ، او ربما والعهدة على رئيس الحرس الذي ادلى بشهادته امام مجلس القضاء ، انهم جلسوا عليها القرفصاء ، يعني كما يجلس الناس في بيوتهم على الحصران، وفي هذا كفر ما بعده ايمان ، لذلك استحقت الجموع الطرد من البرلمان، فبدلا من ان يرحب بهم رئيس المجلس ، هرب منهم ، و كان الاحرى به ان يتشبه بمعن بن زائدة حين اراد الاعرابي امتحان حلمه ، وياخذ المواطنين على قدر عزمهم ويحسبهم اقتحموا عليه المجلس ليمتحنوا حلمه ، كما امتحنتهم الحكومة بالمفخخات والجوع والحرمان من الماء والكهرباء ، وما زالوا يهتفون لها بالروح بالدم نفديك يا برلمان ، وان صعب على الكثير منهم ان يلفظ البرلمان باحترام ، فاخذ يهزج ، بالروح بالدم نفديك يا برطمان .
منذ اقتحام المواطنين هذا المجلس المشؤوم ، والحكومة تنام مرة على جنبها الايسر واخرى على جنبها الايمن ، لا تعير امر المواطنين عناية ولا اهتماما ، حتى دخل الارهاب عقر بيوت الفقراء ، فانفجرت المفخخات المدروسة بعناية والموجهة نحو صدور المواطنين الذين جلسوا على الـقـنـفة ليحسبوا حسابهم في المستقبل ولا يقربوا الـقـنـفة وهم حيارى مثلما امر الله المسملين ان لايقربوا الصلاة وهم سكارى . فالجلوس على قنفة البرلمان امر محاط باقصى ايات السرية والكتمان ، ولا يحق لاحد الجلوس عليها الا اذا كان ممن ورد ذكره في كتب السماوات لا الارضين ، و ان يكون من الحوريات القانتات او من الغلمان المرد الميامين .
ولما كان مطلب المواطنين العادل هو الاصلاح ، لم تستطع الحكومة اتخاذ اي اجراء سوى التنديد بالمواطنين الفقراء ووصفهم بالزومبيات او الرعاع مثلما وصفهم سابقا رئيس الصياع بانهم غوغاء يجب سحقهم ومحقهم بالكيمياوي والاسلحة البيضاء .
تنام حكومتنا الفستـقـية رغدا دون اي هاجس خوف من العقاب ، حتى المرجعية اوكلت امرها الى الله ، وهو ما قال به المواطن ايضا منذ سنوات ، ولكن الله يمهل ولا يهمل ، وكما طال حكم صدام سنين عجاف وامهله الله عمرا مديدا ليشوي على السفود العامة والعلماء نأمل ان لا يمهل هذه الحكومة عمرا طويلا مثل عمر نوح، وسنصلي الى الواحد القهار ان لا يطيل عمر الحكومة عقودا اخرى ، ففي بقائها خراب البلاد وجفاف الزرع والضرع ، وسنودعكم على امل اقتحام قريب الى بيت الحكومة انشاء الله ،
لكن احذروا هذه المرة ،ان تكسروا الجرة ،
واوصيكم عباد الله ان لاتقطعوا من الخضراء شجرة ،
لا تضربوا نائبا او نائبة ،
لا تجلسوا على القـنـفة القرفصـ ااااااا ء
وانما اصعدوا عليها حـفـاة عــراة
ارقصوا لها رقصة سندريلا او وهبي هيفاء
لا رقصة الرعاع والزامبوات
وهوسات الدهماء
ومني لكم اجمل التحيات .