المنبرالحر

التظاهرات وما بعدها .. اخر الدواء الكي / د. مؤيد عبد الستار

ما ان قررت بعض القوى والشخصيات الخروج بتظاهرات احتجاج على السلبيات التي تشوب الوضع السياسي الراهن حتى صدر قرار وزارة الداخلية بعدم الموافقة على التظاهر في المكان والزمان المعينين.
وطلبت هيئة الادعاء العام تاجيل التظاهرات الى وقت اخر اكثر امنا ، لان خروج التظاهرات في الوقت الحاضر يحرق الاخضر واليابس على حد تعبير هيئة الادعاء العام .
قد نتفق مع من يقول ان الوقت غير ملائم لخروج التظاهرات كي لا يستغلها الارهابيون وفلول النظام السابق ويندسوا بين المتظاهرين ويجيروا التظاهرات لصالحهم ، والتي قد تساعدهم في جعلها اعتصاما
دائما ، وهو الحلم الذي يراود اعداء الديمقراطية كي يقبروا حلم العراقيين في تطوير العملية السياسية والوصول بها الى شاطئ الامان.
ولكن السؤال الذي نود طرحه هو لماذا لا تبادر الحكومة الى الاخذ بمقترحات ومطالب المتظاهرين كي تحد من نهب المال العام والفساد المستشري في اوصالها والذي يحظى بدعم كبير من اعلامها ووزرائها وقادتها .
ان التمادي في الفساد والظلم وشيوع الرشوة ونهب المال العام ومحاولة فرض حالة الخوف على المواطنين والادعاء بانهم قد يستغلون – بضم الياء – من قبل فلول النظام السابق والارهابيين اصبحت حججا لاتنفع امام الفساد الذي يجلل رؤوس رجال الحكم والسلطة الفاسدة .
من الاجدى للحكومة اتخاذ اجراءات اصلاح امرها بدلا من التعكز على حجج لم تعد مجدية ولن تسمح لها بالافلات من العقاب ، فالمواطن العراقي اصبح مثقلا بالهموم نتيجة فساد السلطة والفشل في تقديم الخدمات والسرقات التي اصبحت على كل شفة ولسان ، لذلك عليها انتظار مصيرها الذي لن يكون افضل من مصير حكومات قبلها تمادت في غش المواطنين ومحاولة الضحك على ذقونهم .
ان الايام القادمة تنذر بهبوب رياح تغيير عاتية على المنطقة ولن تكون حكومة المنطقة الخضراء بمنأى عنها .