المنبرالحر

الفلوجة للجميع / عادل الزيادي

تلمسنا ان شرائح الشعب الوطنية مبتهجين بانتصارات قواتنا المسلحة على فلول داعش اينما وجد وفي اية بقعة، لانه يمثل العقبة الكأداء امام اي استقرار وبناء ورفاه لشعبنا مادام قد اباح لنفسه قتل وذبح وتشريد مواطنينا دون حق ورحمة ولم تفوضه اية قوانين بل فوضته تعقيداته النفسية وآثامه التاريخية المركبة، فتصور انه يستطيع ان يعيد التاريخ كما يحلو له.
وعلى العموم فان عجلة السحق بدأت تسير في اتجاهه ولن تنفعه مفخخاته وعبواته وهو على مشارف الانهيار التام, في هذا الوقت يظهر صوت نشاز لا رصيد له يحاول ان يعيد الكرة للنفس الطائفي وبث الفرقة بين ابناء شعبنا ويتعامل وكأن الفلوجة برمتها معقل للارهاب والداعشيين، وبالتالي يجب سحقها عن بكرة ابيها برجالها ونسائها واطفالها وشيوخها وتخريب مبانيها وازقتها ومحوها جغرافيا وهذا الحكم المطلق القاسي لا ينم الا عن قصور في فهم تركيبة المجتمع الفلوجي، اذ انه لا ىيختلف عن طبائع مجتمعنا ولا هو بمستورد لمزايا هبطت عليه من كوكب آخر, وهنا لا بد ان نتوقف عند هذا الامر ونتساءل أليس هناك العديد من الرجال والمشايخ والعشائر انتخوا وانتفضوا بوجه الداعشيين؟ ألم يأخذ الفلوجيون نصيبهم من الارهاب الداعشي وسفكت دماؤهم امام انظار اهاليهم؟ ألم تفخخ وتفجر منازل العديد منهم بدعاوٍ واهية؟ نحن نتفق أن الارهابيين قد اتخذوا من الفلوجة الضحية قاعدة لانطلاقهم ولكن الامر كان رغما عنهم بالرغم من وجود الحواضن هنا وهناك ولكن هذا لا يبيح اطلاقا ان نضع الجميع في سلة واحدة مع داعش والارهاب واذنابهم فالقسوة والارهاب والتنكيل كانت اللغة السائدة آنذاك، وهذا قد اجبر الغالبية على الصمت ان لم تتوفر لديه فرصة للنزوح او الهرب الى اماكن اخرى مع عوائلهم.
وفي هذا الجانب علينا مباركة الانتصارات العسكرية التي تحققت لا ان ندفع في اتجاه النفس الطائفي الذي عزف عليه الكثيرون ولم يفلحوا وان نكون في مستوى فهم حقيقي لمصالح وطننا فالانتصار عسكريا اجدى واقوى من الانتصار طائفيا (كما يفهمه البعض) والذي سيتسبب في تعميق الشرخ المجتمعي بين مكوناتنا ويبقى نزيف الدم سيلا دون مبرر وتجذيرا للتناحر والتقاتل وان الابتعاد عن فكرة افضلية واولوية طائفة على اخرى هو واجب كل عراقي أصيل، فالكل يحتمي بالخيمة العراقية (الظل الاكبر) والانتصار يجب ان يكون عراقيا بامتياز قبل ان يتلون بمفاهيم اخرى وعودة اراضي الفلوجة والحفاظ على اهلها واطفالها واعادة بنائها من جديد هي من مهماتنا جميعا قبل ان يذبحها الآخرون بعدما عاثوا بها دون رحمة شهورا وشهورا .