المنبرالحر

الحراك المدني اليوم / د. محمود القبطان

لابد من القول ان الحراك المدني الذي يشارك فيه نخبة واعية من الشعب العراقي اخذ مكانا كبيرا في الحدث اليومي في العراق مما حدى بقوى أخرى فاعلة على الساحة العراقية الى الاشتراك فيه حيث انطلقت بعض التظاهرات السلمية من مطالب خدمية الى الوصول الى استئصال الفساد والفاسدين.
معلوم جدا مدى اهمية المشاركة الفعلية في ايام الجمع على الرغم من الظروف الاستثنائية والتي يمر فيها العراق اضافة الى المناخ وشهر الصيام لكن عدد المشاركين من الحراك المدني مازال دون المستوى المطلوب وهناك نوع من الاتكالية على الغير في الخروج وانتظار النتائج ولو من بعيد.لاحظنا مدى تأثير التيار الصدري على الجماهير في الاشتراك في هذه التظاهرات نساءً ورجالاً بكافة الاعمار مما يجعل المشارك المدني يتساءل أين نساء وشباب من عوائل المشاركين في هذه التظاهرات وفي كافة المحافظات؟لماذا يشارك الرجل دون اولاده، ولماذا تشارك الطفلة، الشابة الرائعة، شهد في كل التظاهرات دون غيرها من قريناتها في العمر؟هل هناك خوف ما من المجهول؟نعم كل شيء ممكن حدوثه وهذه السلطة ومن يقف وراءها تريد الاحتكاك مع الجمهور لتبرر تدخلها ان حدث تصرف فردي هنا أو هناك لتضرب هذه الفعاليات وبقسوة كما حدث مؤخرا عند دخول العشرات من المتظاهرين الى مجلس الوزراء فبدأت ماكنة الحكومة بتريرها قتل وذر وجرح المحتجين بان المندسين والبعثيين من كان بين المتظاهرين ودون خجل لم يقدموا اعتذارا في اقل تقدير لما حصل وانما بقوا يتباكون على قنفة وكرسي اتلف ..يجب ان لا تكون الاحتجاجات أو الاعتصامات مرهونة بتصرف البعض والسير معه وحيث تنتهي باشارة منه.يجب ان يكون الجميع حذرين والتحكم بايقاع التظاهرات بحكمة وليس حسب المزاج السياسي للبعض.
اولا كل تصرف فردي مردود على صاحبه ولا يمكن تحميل قادة الحراك المدني ومن شارك معهم التظاهرات هذه الاعمال، ثانيا على قادة الحراك المدني أن يكونوا واعين على درجة كبيرة لما يُحاك ضدهم وبالتالي لا يمكن ان يسيروا الى مالانهاية مع بعض التحريضات التي لا تجلب غير تشنجات السلطات المستعدة لضرب التظاهرات بحجج واهية.كما لا يمكن أن نضع كل "عنبنا" في سلة واحدة، لان بعض التصريحات كانت تفيد بعد لقاء مع التيار الصدري في مؤتمر صحفي الاحتجاجات لن تكون في ايام الجمع فقط وانما في كل ايام الاسبوع ولكن سرعان ما تراجعت القوى التي ارادت ذلك مما وضع الحراك المدني في احراج امام جماهيره.اعتقد ان الاحتجاجات الواسعة يجب ان تستمر وبقوة ومشاركة اكبر واكبر من قبل الجميع وان لا يكتفي المتظاهر من عائلة عشرة اشخاص يظهر لوحده.انها مهمة الجميع وحث الجالسين في البيوت للمشاركة الفعلية لزيادة الضغط على الحكومة من اجل اصلاحات حقيقية واهمها تقديم الفاسدين الى العدالة واسترجاع اموال العراق المنهوبة اضافة الى المطالبات بالخدمات والعمل للعاطلين وتشجيع القطاع العام في النهوض بالانتاج وحماية المنتوج الوطني وان لا يبقى شعارا فقط من قبل الفاسدين اضافة الى امتصاص البطالة التي شملت كل فئات الشعب.
والامر الاخير، ان يشارك القابعون في الخارج ولو مرة في السنة ابناء وطنهم الذين مازالوا يتظاهرون وباستمرار منذ اكثر من 10 اشهر وهم ممن فجروا تظاهرات 25 شباط 2011 فماذا ومن يعيق ان تشارك مجاميع العراقيين وهم بالملايين في الخارج وحتى لا يبقى العتب عليهم من قبل البعض بتسميتهم مناضلو الخارج، لان الداخل هو المحك ومن لا يرى في ذلك فهو مُصاب بقصر نظر سياسي ، ومن لا يدخل العراق ويكتفي بمتابعة الاخبار من على شاشات التلفزيون في دول الراحة والامن لن يصل الى حقيقة معاناة الشعب والتي تعددت.
نتمنى ان يُشارك الجميع في تظاهرة يوم غد 17 حزيران بالرغم من حرارة الجو لكنهم هم المنتصرون حتما وفي هذه المناسبة لا يفوتني ان ابارك انتصارات قوات جيشنا الباسل وكافة المقاتلين بكافة تسمياتهم في الفلوجة والتي سوف تكون المدينة التي يُقبر فيها تنظيم داعش الارهابي والمحافظة على هذه الانتصارات وتقديم العون للنازحين من أبناء تلك المناظق.
الاصرار على التظاهرات لتحقيق مطالب الشعب سوف يُجبر الحكومة على تنفيذها والنصر الاكيد سوف يُحالف الشعب في تحقيق امانيه في بلد يحترم حقوق الانسان ويعم الامان ويسحق الارهاب وينهي الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة وهذا اليوم ليس ببعيد