المنبرالحر

كارثة تفجير الكرادة وتداعياتها / د.محمود القبطان

الكرادة داخل هي منطقة التقاء الكثيرين من مختلف مناطق بغداد حيث الاسواق والكافتريات وربما اكثر المناطق ازدحاماً بالمواطنين من منطقة المنصور الجميلة.وفي الايام الاعتيادية تكون المنطقة المحصورة مابين ارخيتة وحسينية المباركة هي الاكثر ازدحاماً وأما في شهر رمضان فالازحام اشده بعد الفطور ويستمر الى ما بعد منتصف الليل.وهذا ما وقتّهُ الارهابيين وبدقة متناهية مستغلة انشغال عناصر الشرطة والجنود بالاكل والاتصالات بالموبايلات لابل ترى بعظم وضع سلاحه بجانبه متناسيا واجباته.وقد كتبت مرة كيف حدث انفجار بجانب خيمة للشرطة في وقت كانوا ملتهين بتكريز الحب وأحدهم يقهقه باعلى صوته اثناء اتصاله بالموبايل ولم يلتفت الى ما كان مخبأً له أو ربما بترتيب معه.المكان كان بالقرب من احدى الثانويات للبنات .التراخي هو سبب مباشر للخروقات الامنية واعتماد السيطرات على اجهزة فاشلة كلفت الدولة مئات الملايين من الدولارات والتي لم تكتشف اية سيارة مفخخة أو سيارة تحمل عبوات ناسفة لتمريرها من خلال تلك السيطرات.والغريب ان بريطانيا وقضائها حكم على مُصدّرها بعشرة اعوام وفي العراق لم يحاسب سوى ضابط بحبسه اربعة اعوام لانه لم يكن هناك من يحميه من الاحزاب المتنفذة في حين من استوردها الوزير ووكيله لم يُحاسبا لابل هم اعضاء في البرلمان الان.نصل الى ان تلك الاجهزة هي من مررت السيارة المفخخة بجدارة لا مثيل لها !!وصل رئيس الوزراء الى المنطقة المنكوبة ,وهو من أهاليها والانفجار لا يبعد من شارع حمام حاج مهدي كثيراً حيث كانت عيادة والده الراحل الطبيب المشهور جواد العبادي,لقد رأى العبادي حجم الكارثة وحجم غضب الشعب والذي لم يستثنى من اقصى الكلمات من الشتائم والكلمات النابية,وهذا مرفوض بكل المقاييس, لكن عدد الشهداء والجرحى وحجم الاضرار المادية تعدى كل تصور فكانت ردود الفعل سريعة و مصحوبة بغضب عارم ضد الاحزاب التي تقود السلطة فلم تعفي احدى السيدات ايّ شخصية أوحزب اسلاموي في السلطة إلا ونعتته بأقصى الكلمات وفي نقل مباشر في فضائية العهد.لقد هرب العبادي وبسرعة من مكان الحادث وبكل ما تعنيه الكلمة من هرب بسبب غضب الجماهير, حيث تقاذفت قناني الماء وأشياء اخر عليه وعلى سيارته ,التي اكتوت بهذا الانفجار سواء بفقدان عزيز او جرح ابن لاحدهم او العثور على اشلاء احد الشهداء ولقد استشهدت عوائل بكاملها. لقد اعترف العبادي بالكارثة وسحب الاجهزة الفاشلة من الشوارع ومنع استعمال الموبايلات أثناء الواجب وشكل لجنة تحقيق بالحادث والتي سوف تسير بنفس "الهمة" كأسلافها من اللجان والتي لم يُعلن عن نتائجها وتقبل العبادي وبروح"رياضية" الكلمات التي سمعها من الناس في حالة غضب.والغريب ان بعد سويعات اُعلن عن تمكن الاستخبارات من اعتقال خلية كانت قد مهدت وساعدت للانفجار,وهذا أن صحّ الخبر فسوف تكون سابقة للمخابرات التي لم تعمل إلا بعد حدوث الكوارث, لكن على الحكومة ان تُثبت على مصداقيتها وتطلع الشعب على اخبار هذه الخلية الارهابية وبالتفصيل وتلقيهم القصاص العادل.والسؤال الذي يدور في رؤوس الناس هو لماذا اصدر العبادي امرا الى وزارة العدل بتنفيد اعدام"بعض " الارهابيين الان؟لماذا انتظروا ان يسقك المئات بين قتيل وجريح ليصدر رئيس الوزراء امره بالتنفيذ للحطام وهذ يدل على ان مصادقة معصوم رئيس الجمهورية كانت وصلت الى وزراة العدل!! فأين الخلل؟ هل هناك مساومات على الارهابيين مع السفير السعودي؟مازال عدد القتلى والجرحى في ازدياد ولكن الرقم الاخير والتي نقل على الفضائيات هو 160 شهيد واكثر من 180 جريح ,واليوم عثر المواطنون على شهداء متفحمين مكان الحادث بدون مساعدة الدفاع المدني والذي ترك مكان الكارثة.ولكن هناك امران غريبان في هذه الكارثة أولها ام المالكي قال ان ليس لديه مانع من تولي رئاسة الوزارة مرة ثالثة والناس سوف يطرحون سؤالاً واحداً لا غير هو ماذا قدمت في 8 أعوام من حكمك الفاشل للعراق وشعبه اكثر من انتشار الفساد وفي مقدمته في حزبك وكتلتك وعائلتك واحتلال داعش اكثر من ثلث العراق ونجاحك في ضرب التظاهرات السلمية في عام 2011 وقتل بعظهم بواسطة الكواتم احيانا وبدونها احياناً اخرى؟وهل تضمن انك سوف تحصل على ال720 ألف صوت بعد عامين من الآن حتى لو بقت مفوضية وقانون الانتخاب على حاله؟السيد المالكي مازال يحلم بعودته ,لكن ليجرب!! والغريب ان يخرج النائب علي العلاق ,المعمم, ويقول انه كان في مكان الحادث وقد رأى ان احدهم رفع العلم العراق للنظام السابق فوق احدى المباني المحترقة!! اولا علي العلاق نائب عن الحلة,بابل, وثانيا اتحداه اذا كان باستطاعته الوصول الى منطقة التفجير لكان حتما لقى مصرعه على ايدي المنكوبين من اهل المنطقة, وهل هناك من يستطيع ان يصعد على بناية محترقة تواً ليرفع عليها علم صدام؟هذا الطذب لا يمكن أن يصدقه مخبول فكيف بالعقلاء؟ أما الامر الاخير والذي يثير الالم في نفوس العراقيين اين دول الخليج وخصوصا السعودية والامارات وقطر من ادانه هذه التفجير أم ان قتل العراقيين في شهر رمضان قد اجازه الفكر الوهابي العفن؟اين جامعة الدول"السعودية" العربية وأمينها العام من هذا التفجير؟ الا يستحق الادانه ولو برقياً؟أم ينتظر ما سوف تقرره السعودية حول ذلك؟
على العبادي ان يُفعّل ويضغط بإتجاه تطبيق قرارات هيئة النزاهة والتي ارسلت اسماء الفاسدين ومنهم وزراء سابقين وحاليين ونواب برلمان ومنهم من هو المسؤول عن اجهزة الزاهي وحشوة الاسنان وليس كشف المتفجرات..وبدون اصلاحات حقيقية سوف يخلق العبادي مشاكل ضده قد تطيح به وبحزبه مستقبلاً واذا لم يقدم الفاسدين الى القضاء سوف تكون اصلاحاته دون جدوى وغير فعالة.وهذه مناسبة جديدة تؤكد مصداقية حراك القوى الوطنية المدنية في تظاهراتها الاسبوعبة السلمية ضد الفساد والفاسدين ومن اجل الاصلاحات الحقيقية والتي تتطلب تظافر الجهود من أجل استمراريتها وان تشمل قطاعات واسعة من الشعب لتؤلف كتلة كبيرة ضاغطة باتجاه التغيير المنشود ليصبح اصحاب المشروع الاسلاموي في خانة الاتهام لما فعلوه خلال 13 عام من الخراب والدمار.
المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل لجرحى التفجيرات الاخيرة والخزي والعار سوف يلاحق الارهابيين القتلة ومن يقف معهم ووراءهم ومن يدعمهم والنصر للعراق وشعبه حتماً.
2016074