يتفق الكثير من الباحثين وألمؤرخين بأن ماحدث صبيحة يوم 14 تموز من عام 1958 والذي ادى الى سقوط النظام الملكي في العراق وأقامة النظام الجمهوري ليس انقلابآ عسكريآ بل ثورة اطاحت بألنظام القائم و

من الحوادث المهمه التي اثرت على ميزان القوى العالميه آنذك, وكانت فاتحة لتحولات اجتماعيه وسياسيه عميقه في حياة العراق ومنطقة الشرق الأوسط ,وقد قامت هذه الثوره نتيجة تراكمات من الفقر ألاقتصادي وألأنقسلم الطبقي الحاد بين طبقات المجتمع في وقتها ,

اشارت مجلة الثقافه الجديده العدد 2008---- صحيح ان ثورة 14 تموز بدأت بتحرك عسكري ألا أن هذا التحرك لم يكن معزولآ عن عوامله الذاتيه و الموضوعيه دفعت هذه العوامل الى اشعال فتيل الثوره وكانت الجماهير العراقيه تحت قيادة جبهة ألأتحاد الوطني التي تضم جميع القوى الساسيه متحفزه تنتظر هذا التغير الثوري فبعد اعلان بيان الثوره من ألأذاعه نزلت الجماهير حاضنة لها وتهتف بأسمها وشلت اي تحرك لعرقلتها

ويضيف البرفسور حنا بطاطا في كتابه الشهير – ألطبقات ألأجتماعيه في العراق - عندما نلقي نظره على ألأثار ألاحقه لثورة 14 من تموز لنعرف نحن امام ثوره اصيله ولم تكن مجرد تغير حكم فهي لم تدمر الملكيه وحسب بل دمرت الى حد كبير السلطه ألاجتماعيه لكبار مشايخ ملاكي ألأراضي الزراعيه وتعزز موقف العمال والشرائح الأجتماعيه والدنيا في المجتمع العراقي وتغير نمط حياة الفلاحين نتيجة صدور قانون الأصلاح الزراعي ,

ويضيف الدكتور عقيل الناصري في مجلة الثقافه الجديده العدد2008 صفحه 27 ان الذي حول ألأنقلاب الى ثوره ---هي الجماهير—التي نزلت الى الشارع منذ أللحظات ألأولى حيث خرج مئات ألآلاف

من العراقيين ليقولوا بصوت واحد لاللنظام الملكي

من العوامل الرئسيه التي دفعت جماهير الشعب العراقي لمساندتها هو الفقر ألأقتصلدي وألأنقسام الطبقي الحاد في المجتمع العراقي ايام النظام الملكي— حيث سيطر شيوخ ألعشائر— من الاقطاعين- على جميع الأراضي الصالحه للزراعه بعد قيام النظام الملكي بتمليكها لرؤساء العشائر , وتحويل الفلاحين الى اشبه بألعبيد عند الأقطاعي وتراجعت الروابط ألأبويه التي كانت تربط بين افراد العشيره الواحد ه الى روابط اقتصاديه استبداديه بين شيخ العشيره والفلاحين , واصبج شيخ العشيره الأقطاعي يحتمي بحرس خاص ---الحوشيه—يقومون بتنفيذ ما يطلبه

كان الفلاحون في العهد الملكي يمثلون ثلاثة ارباع سكان العراق , وقد سيطر شيوخ العشائر على جميع الاراضي الزراعيه وكانوا مكبلين بالديون , واحيانآ تؤخذ زوجات الفلاحين وابنائهم كرهائن عند الأقطاعي حتي سداد الدين ولايجوز لهم الأنتقال من مدينه الى اخرى الا بأذن من ألآقطاعي ,,وكان مايكسبه الفلاح في نهاية الموسم لايسد معيشته اليوميه ,ويعيشون في أكوأخ من القصب هم وحيواناتهم في كوخ واحد,يعاملهم ألأقطاعي كعبيد , وقد أنتشرت بينهم ألامراض ,, من هذا الوضع المأساوي بدأت الهوة تزداد بين الشعب والحكم الملكي , فالققر العام هوالذي خلق ثورة تموز

النظام الملكي في العراق والطبقه السياسيه الحاكمه آنذك

في عام 1921 وبعد ثورة العشرين في العراق , جاء الأنكليز بألملك فيصل ليحكم العراق ومن عائلة ترجع بنسبها الى الحجاز , وقد عارضت الكثير من فئات الشعب العراقي ان يكون فيصل ملكآ على العراق لكونه لا يمد بصله للعراقيين , وقدم قسم من علماء السنه المتنفذين عريضة طالبوا فيها ان يكون العراق جمهوريآ وتزعم هذه الحركه السيد ابر اهيم الحيدري وعبد الجليل احمد و ابراهيم الراوي وغيرهم ,وعبد الرحمن النقيب ,,وقد عقدت معاهدات بين بين الملك والانكليز,وعينوا لكل وزارة مستشارآ أنكليزيآ .

وقد وقف بجانب فيصل أبن الحسين مجموعه من الضباط العراقيون الذين كانوا يعملون في الجيش العثماني وقد خدموا السلطان العثماني --تحت ستار الخلافه الاسلاميه— ودعوتهم الى اطاعة الخليفه الاسلامي , الذين اصبحوا فيما بعد هم من قيادة الدوله العراقيه الحديثه و من اشهرهم العميل نوري السعيد وجعفر العسكري وعلي جودت ألأيوبي وغيرهم ,توفى الملك فيصل ألأول في لندن لاسباب لا تزال مجهوله وجاء من بعده ملكأ على العراق ابنه غازي ,, وكان من مواليد الحجاز وقد تزوج من بنت عمه عاليه التي أنجبت له بكره فيصل الثاني , وقد استلم الملك غازي الحكم وعمره لا يتجاوز 23 سنه في حادث سياره كان يسوقها بسرعه وتشير معظم التقارير بأن حادث الوفاة كان مدبرآ , , بعد مقتل الملك غازي اصبح فيصل الثاني وليآ للعرش تحت وصاية خاله, عبد الأله الذي اشتهر بسؤ سلوكه وانحرافه الجنسي

.وقد وصف لنا الشاعر معروف الرصافي النظام الملكي في أشعاره الوطنيه نقتبس منها

علم ودستور ومجلس أمة كل عن ألمعنى الصحيح محرف

أسماء ليس سوى ألفاظها أما معانيها فليس تعرف

من يقرأ الستور يعلم وفقآ لصك ألأنتداب مصنف .

ومن قصيدة اخرى يصف فيها الشاعر الرصافي نظام الحكم الملكي.

أبلاط أم ملاط أم مليك بألمخانيث محاط

غضب ألله على ساكنيه وتداعى ساقطآ ذاك البلاط.

قيام ثورة 14 تموز

عند الساعة الرابعة وألنصف صباحآ , دخل لواء العشرين الى بغداد...... وقد عبرت كتيبة عارف نفسه الثالثه الى الكرخ وكان عليها ان تضع يدها على محطة الأذاعه وبيت نوري السعيد والقصر الملكي

وتم كل شء على مايرام وحسب ما خطط له و يبدو ان اعدام افرادالعائلة المالكه بأطلاق النار عليهم لم يكن أمرآ مقررآ واستنادآ الى الملازم فالح حنظل من الحرس الملكي.... يقول ظهر الرئيس عبد الستار سبع العبوسي , واطلق النار فجأة ومن وراء الظهور على العائله المالكه فسقط الملك فيصل الثاني مصابآ, وقد اعترف الرئيس العبوسي , الذي لم يكن عضوأ في الثوره من الأساس والذي جاء الى المكان بعد ان سمع نداء عارف الموجه من الأذاعه ,

وجاء في كتاب الملازم فالح حنظل رئيس الحرس الملك وقت الهجوم على القصر الملكي --- اسرار مقتل العائله المالكه في العراق --- صفحه 93 مايلي , في تلك اللحظه انه كان يمر بنوبه وشعور وكآن غمامة سوداء تغطي رؤيته, وانه ضغط على زناد الرشاشة بلا وعي ومن دون معرفه بما يدور حوله------ فأنفجر سيل من الرصاص الذي جاء من كل ناحية ومن كل من يحمل سلاحآ هذا الذي دفع الرئيس العبوسي بأطلاق الرصاص على العائله المالكه ,وبعد انتصارالثوره صبيحة 14 من تموز اعلن النظام الجمهوري في العراق.

علمآ لا توجدأي وثيقة مكتوبة أو تعليمات شفهيه تقر بتصفية العائله المالكه , كما لايوجد أي توجيه حزبي من قبل جبهة ألاتحاد الوطني أومن قبل جميع ألأحزاب المشتركه بالجبهه بتصفية العائله المالكه , , وتنص جميع الدراسات والوثائق حول مقتل العائله المالكه كان تصرفآ فرديآ

تقيم ثورة 14تموزالوطنيه

أختلفت الآ راء في تقيم ثورة 14 من تموز ومنجزاتها , بسبب ألمآسي والجرائم والحروب ومصادرة الحريات وألاعدامات التي ارتكبها حزب البعث بعد حركته المشؤومه في 8 شباط , هذه الجرائم البشعه جعل الكثير من الناس يحن ويترحم على الحكم الملكي بالرغم من مساوئه ,

الباحث المنصف المنصف يرى بأن ثورة 14 تموز دشنت مرحله من الديمقراطيه الأاجتماعيه بأنتهاج سياسه أقتصاديه لصالح أوسع فئات المجتمع العراقي,, ويضيف الباحث البرفسور حنا بطاطا عن ثورة 14 تموز بقوله بأنها دمرت الى حد كبير السلطه الاجتماعيه لأكبر مشايخ ملاكي ألاقطاع , وتعزز موقع العمال والشرائح الوسطى

ومن انجازات ثورة 14 من تموز خلال ال-5—سنوات من عمرها قبل اسقاطها من قبل حلف بغداد والولايات الامريكيه بغطاء القوميه العربيه وبتنفيذ حزب البعث ,

-1-حققت الثوره الاستقلال السياسي المتمثل بألأنسحاب من حلف بغداد .

--2-اقامت علاقاتها مع جميع دول العالم على اساس الصداقه والمصالح المتبادله , وأتباع سياسة الحياد ألأجابي .

--3—اصدرت قانون الاصلاح الزراعي الذي تم بموجبه بتوزيع الأراضي على الفلاحين

-4—عملت على تحرير القطاع النفطي من سيطرت ا الشركات الاحتكاريه , فاصدرت قانونآ أنتزع 99بألمئه من ألاراضي الخاضعه لأمتيازات الشركات النفطيه الأجنبيه

--5- أقرت قانون الاحوال الشخصيه الذي منح المرأه حقوق متساويه مع الرجل .

-6- وزعت الاراضي في مناطق عديده من بغداد وخاصة الثوره على اصحاب الصرائف وساعدتهم ببناء الدورالسكنيه.

--7—أقرت الماده الثالثه من الدستور العراقي المؤقت بأن العرب والأكراد شركاء في ألكيان ألعراقي.

--8—نفذت قانون العمل رقم 72 ويحق للعمال في تنظيم نقاباتهم وبألضمان ألأجتماعي ,

--9—وضعت خطه لتنميه ألأقتصاد ألوطني بشكل مستقل عن ألأحتكارات العالميه , وأهتمت بألمشاريع الصناعيه الثقيله .

واخيرآ تحية لثورة تموز والمجد والخلود لقادتها.

حكمت شناوه السليم

من مصادر البحث

كتاب العراق للباحث البرفسور حنا بطاطا. ,, عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي --للراحل عزيز سباهي ,,

فهد ولحركه الوطنيه -- كا الدكور كاظم حبيب ود. زهدي ألداوودي, اعداد الثقافه الجديده , مجلة رسالة العراق