المنبرالحر

الثورة التي بعثرت الأحلام الرومانسية البريطانية / كاظم السيد علي

يحتفل شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية في العراق بذكرى ثورة 14 تموز التحررية التي تدخر تاريخا نضاليا من نضالات شعبنا، فالقاموس السياسي يعرف " ان الثورة انقلاب جذري في حياة المجتمع، يؤدي الى قلب النظام الاجتماعي الذي فات أوانه، وتوطيد نظام جديد تقدمي، وينقل السلطة من ايدي طبقة (ولى عهدها) الى طبقة أخرى (جديدة)".
وهذا هو ما حدث في صبيحة يوم 14 تموز 1958، الثورة التي بعثرت الأحلام الرومانسية البريطانية، بسبب تصاعد المد الجماهيري وهي حصيلة نضال وطني مرير،هذه الثورة التي مثلت عبر مسيرتها القصيرة نهوضا جديدا في حياة الناس وأعادت الى الوطن حريته وكرامته، الثورة التي سقط فيها العملاء وسقط فيها الحلف وسقط نظام الوراثة، كل هذا بعزيمة ابناء الشعب من القوات المسلحة الباسلة وتلاحمها مع الحركة الوطنية وكافة القطعات الشعبية الذين كان لهم شرف الاسهام الفعال في تفجيرها وجسدوا أروع صور التضحية والبطولة والإقدام التي كان لها ابلغ الاثر في نجاحها .
فثورة 14 تموز كانت اشد التصاقا بالجماهير فهي همها ومعينها الذي لا ينضب لأنها التزمت خط النضال الثوري والبناء الحقيقي، فقدمت ما قدمت لها ورغم الظروف المعقدة استطاعت الثورة وخلال عمرها القصير على إطلاق سراح السجناء الوطنيين وإعادة المفصولين السياسيين إلى وظائفهم، واصدار قانون الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958وقانون رقم 80 حول النفط وكذلك بفتحها المجال أمام المنظمات الجماهيرية من العمال والفلاحين والطلبة والنساء لمزاولة عملها الديمقراطي والمهني، وغيرها من الأنظمة والقوانين هكذا جاءت ثورة 14 تموز 1958 وهكذا كانت مع الشعب، فالشعب: قاعدة كل ثورة، وكذلك كما قال الشابي ابو القاسم :
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
وإذن .. فحين تمر بنا ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة.. والشعب تمر به أيام مرارة وقسوة ويأس في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب عدم جدارة الحكومة والقوى السياسية المتنفذة وصعوبة المهمات التي يواجهونها، فعلى الجميع أن يتذكروا مقولة الرفيق حميد مجيد موسى حينما قال : " حساب الشعب عسير مع من يماطلون في تحقيق مطالبه ".
هذه هي الثورة (ثورة الإنسان) بشموليتها، تحقيقا للأهداف السامية التي يتوخاها الشعب، وكما علمتنا الماركسية: " ان الثورة هي مرحلة حتمية في تطور المجتمع".