المنبرالحر

هذا أفقي: يقول الثور راكضا الى الجدار*/ عبد جعفر

ما الذي يخافه السيد نوري المالكي -63 عاما- وهو رئيس الوزاء وزير الداخلية والأمن والقائد العام للقوات المسلحة، وزعيم الحزب المهمين، من إنطلاقة التظاهرات ضد إمتيازات البرلمانيين، وبذل اقصى جهوده لأفشالها، هل هو الخوف من الفوضى ؟ أم حماية إمتيازات رفاق وخصومه في (النضال)  من البرلمانين كي يسكتوا عن أخطائه؟

قد تبدو الصورة مبهمة، ونحن نرى قوات رئيس الوزراء (سوات، التي تعني القوة الضاربة وتبدو مشتقة من كلمة

  swastika

أي الصليب المعقوف علامة النازيين والفاشيين المعروفة) تنهال ضربا على المتظاهرين كأنهم اعداء، ولصوص، في الوقت الذي لم نر منهم هذا التصرف اتجاه الإرهابيين أو اللصوص الفعلين الذين يوجهونهم.

ليس هذا فقط ، قطعوا الطرق والجسور على المعتصمين، واستخدموا الغازات المسيلة للدموع، والاعتقالات كوسيلة لإرهاب الشارع.

فهل الاعتصامات مخيفة  أكثر من تفجيرات الإرهابيين وإغتيالات المليشيات والفساد المستشري ونهب موارد الدولة وقلة الخدمات وتدخل دول الجوار، وكثرة الأرامل واليتام وتصاعد أرقام الفقراء والمعدمين  ونسبة الأمية بشكل خرافي، ورهن البلاد على إقتصاد الريع النفطي على حساب التنمية الصناعية والزراعية والبشرية ؟

بالتأكيد سيكون الجواب نعم ! أذا عرفنا عقلية الحاكم ورهطه، لأنهم يرون أن الإرهاب لا يطال سوى المساكين الذين اعتادوا عليه،  والشيء نفسه يقال عن قلة الخدمات، و مظاهرات المحافظات الغربية فربما يراها ضمن مشروع القوى المتنفذة الطائفي.

 أما الإعتصامات - بالنسبة لهم - فأنها ستكون حارقة مدمرة لمملكتهم الخضراء، والسبب لأنها عابرة للطوائف، مؤمنة بالدولة المدنية ودولة القانون والحريات العامة، وليس في قاموسها مجاملة للصوص والمفسدين، وهنا تكمن الخطورة. ويذكرنا هذا ما قاله الجنرال رشيد عالي الكيلاني وهو يرى بيانات الحزب الشيوعي العراقي أنها أخطر من الإنتفاضة في اشارة الى إنتفاضة سوق الشيوخ التي أنتهى من قمعها.

فأذا كانت الإعتصامات بالدرجة الأولى تبدو أنها ضد امتيازات البرلمانين وأصحاب الدرجات الخاصة في الرئاسات الثلاثة، فأنها ستمتد لمحاسبة المسؤولين عن فسادهم وعما قدموه لهذا الشعب الذي أبتلى بالحروب والدكتاتوريات  والطغاة.

إن فكرة قمع الإعتصامات هي الطريقة التي تراها الحكومة مناسبة بعد أن أدارت ظهرها للمواطن، وأن تشدقت ب (دولة القانون) و( حماية الدستور) ، لكنها تسير  على طريقة الحجاج (إن في قتلك إصلاح للأمة).

 إن الدم النازف في الشوارع، والظهور الملتهبة  من الضرب، والصدور المختنقة بالغازات، والإذان التي تسمع الكلام البذئ من قوات سوات، ستواصل إعلان أوجاعها في الشوارع والساحات ، مادامت حكومتنا الموقرة تسير بعكس إتجاه الحياة والواقع.

(هذا أفقي:

يقول الثور

راكضا الى الجدار)*

*قصيدة من ديوان (هجاء الحجر) للشاعر عبدالكريم كاصد