المنبرالحر

أزمة النازحين العراقيين في الأردن..الى متى؟ / غــادة طقـاطقـة *

لا تبدو معاناة اللاجئين العراقيين في الأردن، بأفضل حال من أقرانهم من اللاجئين السوريين او الفلسطينيين المقيمين في الاردن الشقيق ، فرغم مرور سنوات على وجودهم في الأردن، إلا أن قصص المعاناة التي تحدث عنها بعض اللاجئين العراقيين ، تكشف مدى حاجتهم الماسة إلى المساعدة والتعرف على احتياجاتهم الإنسانية العاجلة، وتقييم أوضاعهم، ومد يد العون اليهم، والتخفيف من مشكلاتهم التي يصفونها بـــ المعقدة، والتي تحول دون أن يعيشوا حياة كريمة كغيرهم من البشر".
بحسب إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين العراقيين المسجلين في المفوضية يصل إلى 32,507 ألف لاجئ عراقي ، بيد أن الأرقام تتضارب حول الوجود العراقي في الأردن، فتذهب بعض التقديرات إلى اعتماد رقم 750,000 لاجئ والذي جاء نتيجة إحصاء قامت به "منظمة الفافو النرويجية" لصالح الحكومة الأردنية، ويضم العراقيين المسجلين في المفوضية، وهؤلاء الذين يحملون الإقامات الرسمية، بالإضافة إلى آخرين يعانون أوضاعا غير قانونية. إلا أن ثمة من يشكك في حقيقة هذه الأرقام.
ان استمرار إهمال قضية اللاجئين العراقيين في الأردن من قبل الحكومات العربية ، وكذلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، أصبح معقداً جداً. اضافة الى خطورة نقص التمويل وعدم القدرة على مساعدتهم.
ونتيجةٍ لتفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية والعسكرية في العراق، فإن أحوال اللاجئين العراقيين في الأردن، ستبقى معلقةً ومعقدة ، طالما أن الحلول المطروحة لعودتهم إلى وطنهم ومنازلهم في العراق لن تجد قبولاً منهم طالما بقي الموت في انتظارهم هناك والارهاب المسيطر على مناطقهم .
الا ان المبادرة الفلسطينية لها دور فعال ، جاءت قبل شهر ممثلة بـــ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد عباس زكي و الأب عبد الله يوليو رئيس الحملة الوطنية الشعبية الفلسطينية لمساعدة العراقيين المهجرين، وحمل الوفد الفلسطيني هموم النازحين العراقيين، الذين هجروا من أراضيهم قسراً الى الاردن بسبب الارهاب .
بالتالي كان للجانب الفلسطيني ولا زال وقفة طيبة للنهوض بالحملة الشعبية الفلسطينية ،الهدف منها التعاون مع اللاجئين كعرب منهم مسيحيون عراقيون أجبروا على ترك منازلهم بسبب الارهاب، وهم يمثلون حلقة مهمة في الجسم العربي .ودعمهم مادياً ومعنوياً اضافة إلى بث الامل لكي لا تكون عمان محطة لتكميل مشوارهم الى استراليا او السويد وما شابه ذلك ، لتنفيذ مخطط شيطاني من قبل مؤسسات خارجية. وبٌعد آخر مهم لهذه الحملة الفلسطينية ، اجتماع المملكة الاردنية والسلطة الفلسطينية ودولة العراق الشقيق تحت مظلة السفارة العراقية لما تمثله من وحدة الشعب والأرض ، لان لها بٌعدا عربيا، في حين ان الوطن العربي ممزق .
يتجدد الامل في أن تتكرر اللفتة الطيبة من قبل الجانب الفلسطيني الذي عانى ولا يزال يعاني حتى الحظة ظلم "الاحتلال الغاشم" إلا أن ذلك لن يثنيه عن تقديم المساعدة لشعب عريق قدم الكثير للشعب الفلسطيني عبر التاريخ، ان الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني ، لن تمنعه من الوقوف إلى جانب أشقائه العراقيين الذين لطالما وقفوا الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .
ومعروف منذ القدم أن العلاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والعراقي مشهود لها من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ولها مواقف داعمة وثابتة للشعب الفلسطيني ، الذي أعطى القضية بٌعداً عربياً.
وأشدد على أن أزمة اللاجئين العراقيين أصبحت مسلسلا لا ينتهي ، والسؤال الذي يطرح نفسه الى متى سيبقى الوضع على هذا الحال؟
ان على الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية والحكومات المانحة الاخرى ، المساهمة العاجلة وبروح من التضامن الانساني الدولي في تقاسم العبء الانساني عن طريق توفير اللجوء المؤقت والدائم حسب الحال للاجئين العراقيين الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب والارهاب الذي لا دين له.
ـــــــــــــــــــــ
* فلسطين/ رام الله