المنبرالحر

كارثة الكرادة.. صرخة عالية ضد المحاصصة والفساد / حكمت عبوش

رغم كل الانتصارات الباهرة التي حققتها قواتنا العراقية الباسلة بكل اصنافها وتشكيلاتها في قاطع الفلوجة وكل قواطع العمليات العسكرية ضد داعش الارهابية فقد كان تفجير داعش الجبان ضد المدنيين من نساء ورجال واطفال متسوقين يستقبلون العيد في الكرادة قلب بغداد مؤلمآ ومحزنآ بعمق ليس لاهل الكرادة وبغداد وحدهم بل لكل العراق بمحافظاته ومدنه العديدة وسكانه مختلفي الطوائف والقوميات والاديان.وجرى ايقاد الشموع لشهداء الكرادة في مناطق بغداد المختلفة وفي البصرة والناصرية والعمارة والمدن الجنوبية الاخرى ومعها مدن الوسط في النجف وكربلاء وبابل وامتدادا الى تكريت وسامراء ومنها الى اربيل والسليمانية ودهوك .فتوحد العراقيون وازدادت قوتهم_لم يضعفوا كما توهم داعش –واصبح كل واحد منهم يحس ويشعر ان شهداء الكرادة وكل شهداء العراق هم اخوانه وأهل بيته وتحول الاحتفال بالعيد الى دعوة إلى الاستنكار الشديد لجرائم الدواعش في تعذيب وقتل الناس الابرياء من دون مبرر وامتلأ شارع الكرادة بالمعزين من انحاء البلاد المختلفة وبأهل الاعظمية والمسيحيين والايزيديين وغيرهم وهم يدينون الاجرام الداعشي ويصلون ويتمنون الشفاء العاجل للمصابين ويطالبون بمحاربة الفساد وبوحدة الشعب العراقي.ان هذه الكارثة وغيرها ماكانت لتحدث لولا المحاصصة المقيتة والفساد الذي تربى في احضانها وهذا ماأكدته القوى الوطنية منذ الايام الاولى لعام2003ودعت فيه الاحزاب والكتل الحاكمة الى عدم الوقوع في احضانها ولكن من دون جدوى .وكان ما قاله السيد محمد الربيعي نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد ,من ان الفساد هو سبب حدوث مجزرة الكرادةالشنيعة. وهو ماأكده السيد كريم النوري القيادي في الحشد الشعبي. واضاف الربيعي ان تكليف الاشخاص بالمهام الامنية يجب ان يتم لاعتبارات مهنية وليس لاعتبارات حزبية او كتلوية وهذا مالم يتم حتى الآن .كما قدم وزير الداخلية السيد محمد الغبان استقالته وقبلها رئيس الوزراء الذي أقال الفريق عبد الامير الشمري قائد قوات بغداد وقد اعترفا في مؤتمرين صحفيين ان هناك خللا وتقصيرا في ضبط المهام الامنية والا كيف يفسر هذا الخرق الامني في قلب العاصمة؟ ان هزيمة داعش في الفلوجة ليست قليلة لانها كانت تعتبر عندهم قلعة حصينة لا يمكن اختراقها .ولذلك فهم سيحاولون تغطية خسارتهم لها بكل الوسائل.ومن هنا فهم لن يكتفوا بجريمتيهم في الكرادة و في مرقد السيد محمد في بلد بل سوف يمارسون جرائمهم الاخرى في مناطق الوطن الاخرى اذا استطاعوا .ولكن ومن اجل جعل قواتنا الامنية أكثر دقة و حذرا علينا ان لانكف عن المطالبة والدعوة إلى معالجة الملف الامني بشكل صحيح ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن المتحاصصين والفاسدين والذين يجب تشخيصهم وتقديمهم إلى القضاء العادل .وهذا ما يزيد قواتنا العسكرية والامنية قوة وطاقة على المراقبة الدقيقة لخلاياهم النائمة ونفقدهم فرص الانتقام الغادر من انتصارات قواتنا العسكرية في ساحات القتال.وسنتمكن بذلك من تحرير كل اراضينا المحتلة من داعش والسير مجددآ في طريق البناء والتطور المنتظر للعراق الجديد.