المنبرالحر

الصحافة الشيوعية غذاؤنا الروحي / د. كارزان عبد الرحمن مراد

في تقديري المتواضع لم تظهر في تاريخ العالم ثقافة توازي الثقافة الشيوعية من حيث الكم الهائل من الافكار التي تخدم الانسانية . ولم يظهر للوجود كتاب وادباء كتبوا للانسان كما كتب الشيوعيون على مستوى العالم . بالنسبة للعراق ، فالاثر الذي خلفته الصحافة الشيوعية منذ تأسيسها حتى اليوم، فهي الصحافة الوحيدة التي اثرت بشكل فعال على الروح الانسانية والعقل العراقي هي التي ابقت العقل العراقي واعيا اذا استثنينا الكبوات التي تعرضت لها ، كما شجعت اغلب الناس على التواصل مع الثقافة الصحيحة منذ العهد الملكي حتى يومنا هذا.
منذ صغري وبالتحديد منذ نعومة اظفاري كنت احد المتابعين لجريدة "طريق الشعب" ، والسبب يعود الى ان الوقت الذي وعيت فيه بين احضان عائلة مؤمنة بالانسان ومن عائلة اغلب اعضائها منتمين إلى هذا الحزب العريق، في الحقيقة ان طريق الشعب لعبت دورا مهما رغم الصعوبات التي كانت تواجهها، من سرية التوزيع وخطورة تداولها في اغلب الفترات (عدا السنوات التي كانت تصدر بحرية ) في حياة اغلب الناس في تلك الحقبة وللان رغم تحفظي على بعض الخمول .الناتج عن هجرة الرفاق الى خارج الوطن ، او قبلها عن التحاقهم بقوات الانصار، او تعرضهم إلى الملاحقات البوليسية من السلطات ، الا انها بقيت تؤدي مهامها كصحافة تعني الكثير للمجتمع العراقي. وتعني الكثير للمؤمنين بالفكر الشيوعي .
81 عاما من نضال القلم ليس بالمستطاع وصفها على عجالة فهي تحتاج الى مؤلفات بألاف الصفحات تتحدث عن دور هذه الصحافة وخاصة طريق الشعب لسان حال الحزب الشيوعي العراقي. فالذين يقودون بأقلامهم هذه الصحيفة هم خيرة مثقفي البلد وهم من كبار المنظرين السياسيين الذين لو قدر لهم العمل بشكل علني، واعتبار كتاباتهم هي الممولة للفكر الثقافي والاقتصادي والسياسي في العراق لكنا اليوم في طريق اخر وهو بحق طريق الشعب الذي قاوم من اجله الشعب حكاما جبابرة تعاقبوا على حكم العراق.
حقيقة الحال ورغم ان طريق الشعب كانت غذاء روحيا وفكريا للكثير من المثقفين العراقيين على مختلف الصعد. لكن هناك بعض الملاحظات البسيطة والتي يمكننا ان ندرج بعضها .
- امنيات بان تدخل هذه الصحيفة بشكل كبير الى مناطق القرى والارياف لتثقيف الفلاحين والكسبة والناس المهتمين بهذا الفكر .
- ان تصبح صحيفة ناقدة للوضع العام السلبي الذي نعيشه بشكل اكبر وان تطرح حالات الفساد العام بشكل واضح واكثر جدية .
- الاستفادة من الكتابات الشبابية وتشجيع الشباب اكثر على القراءة ومحاولة الكتابة عن الفكر الشيوعي .
- عرض نماذج كتابية للشباب .
تواصل مباشر مع الشباب على صفحات الانترنيت ونشر ابداعات الشباب اكثر ويا حبذا لو تم التكثير من المواقع الالكترونية وايضا عدم الاقتصار فقط على طريق الشعب، ونستطيع ان نأخذ مثالا على الصحافة الشيوعية في العالم كالاتحاد السوفيتي السابق والصين وكوبا ، فتلك الدول دخلت مجال الشباب اكثر من خلال انشاء صحافة خاصة بهم اي خاصة بالشباب مثل (موسكوفسكي كمسمول ، والكومسومول وكذلك الصحافة الشبابية الصينية والكوبية . فهي تنمي لديهم قابلية القيادة والتأثير على السلطة من خلال السلطة الرابعة .
الصحافة العراقية يقينا اصبحت ذات توجه حزبي وديني اكثر مما هي صحافة واعية ومثقفة . فلو راينا العدد الكبير من الصحافة الورقية التي تعرض في الشارع العراقي ، لراينا انحيازا تاما فيها الى الفكر الرجعي الذي يدفع بالشباب الى ان يتوجهوا بشكل منافي للاخلاق الانسانية وخدمة الانسان .
اتمنى لطريق الشعب التواصل التام وخدمة مجتمعنا العراقي كما عهدناه ،، ونبارك القائمين عليها ونبارك الصحافة الشيوعية العراقية في عيدها الواحد الثمانين امنياتنا بالدوام والموفقية للقائمين عليها ولجميع من يخدم الصحافة الشيوعية العراقية .