المنبرالحر

عن صحافة الانصار الشيوعيين / مزهر بن مدلول

على الرغم من اهمية العمل السياسي والعسكري، لكن هذا لم يكن الاهتمام الوحيد في حياة الانصار الشيوعيين، فقد اولو اهتماما كبيرا بالنشاطات الثقافية والرياضية المختلفة، واهتموا بشكل خاص في الكتابة الصحفية واخترعوا الوسائل المختلفة من اجل تحقيق كل ما من شأنه المساهمة في تنمية العقل والروح وديمومة التواصل، فصدرت العديد من الجرائد والمجلات الدفترية والجداريات في مختلف القواطع وباسماء مختلفة، فظهرت مجلة (4 اكتوبر) وهو تاريخ بناء اول قاعدة انصارية في عام 1979، وكانت افتتاحية عددها الاول تحمل عنوان (لابد لهذا التاريخ ان يكون عنوانا لمجلتنا)، وصدرت مجلة (الشظايا)، التي قالت: (انها تحرص على نشر الكتابات الهادفة التي تتناول الادب والفن والتراث والفكر العلمي....)، اما مجلة (الخطوة.. كافه ك) فكتبت هيئة تحريرها: (نريدها ان تكون محطة نافعة للنصير الذي ارهقه المسير في الليل والعمل في النهار.. بالاضافة الى البحث عن الكلمة الامينة لقضية الشعب والطبقة العاملة)، وصدرت ايضا (الخابور) باللغات العربية والكردية والاثورية، ومجلة (قنديل) التي كتبت : (انها تتوخى خلق اجواء ثقافية وادبية ودفع رفاق السرية إلى المساهمة في الكتابة تطويرا لامكاناتهم وبالتالي صب كل الجهود في خدمة صحافتنا الحزبية وتطويرها)، وظهرت (الشراع) و (الانتفاضة) و(رافد زيوة) و(الجبل الابيض) وغيرها الكثير.
اما مجلة (النصير الثقافي) فهي اول مجلة دفترية تصدر اثناء بناء اول قاعدة انصارية في منطقة بهدينان، وتضمن عددها الاول بالاضافة الى الشعر والقصة والاقتصاد والشأن العسكري تعريفا بالمجلة كتبته هيئة تحريرها وجاء فيه: ((انطلاقا من مباديء وسياسة حزبنا في ضرورة تطوير الوعي الثقافي لاعضائه وجماهيره يأتي عدد مجلتنا (النصير الثقافي) الخاص بالانصار الشيوعيين في القاعدة الاولى ليساهم بتواضع في هذا المجال، ان صدور هذا العدد من المجلة ليس الاّ فاتحة عهد لمساهمة كافة الرفاق في تطويرها ودفعها باتجاه ممارسة دورها كوسيلة مهمة وفعالة من وسائل اعلام وثقافة حزبنا الثورية الجديدة)).
كما صدرت في شباط 1980جريدة (نهج الانصار، ريبازي بيشمه مركة) والتي تحولت في عام 1982 لتكون جريدة يصدرها (المكتب العسكري المركزي) وباللغتين العربية والكردية، وصدرت كذلك عن (منظمة اقليم كردستان) جريدة (ريكَاي كردستان) في عام 1980 وباللغتين العربية والكردية ايضا.
لقد بذل الحزب الشيوعي العراقي جهودا كبيرة في سبيل الارتقاء بإعلامه المتنوع وذلك من اجل توضيح سياسة الحزب الجديدة ومواقفه ازاء ما يجري في بلادنا ومن اجل مواجهة الهجمة الشرسة التي شنها النظام الصدامي الديكتاتوري على منظمات الحزب، فالحزب كان صارما في فضح هذه السياسة امام جماهير شعبنا وامام الرأي العام العالمي وخاصة امام الدول الصديقة التي كانت الصورة مشوشة وغير واضحة بالنسبة اليها، ومن اجل تحقيق هذا الهدف وصلت الى كردستان في عام 1980 اول الة طابعة مع رونيو، كما دخلت في نفس العام ايضا اجهزة (اذاعة صوت الشعب العراقي)، ثم تكاثفت الجهود حتى بات لايوجد مكان في كردستان الا وفيه نشرة او صحيفة او جدارية، وكانت تلك المجلات والجرائد والجداريات وعددها بالعشرات تستجيب لحاجات النصير المتعطش للقراءة ومتابعة المستجدات السياسية والثقافية، كما كانت ميدانا واسعا للتعبير عن طموحات الانصار واحلامهم في وطن تسوده العدالة والحرية والعيش الكريم، اضافة الى انها كانت صفحات مهمة لتسجيل الذكريات واليوميات الانصارية والتي نحن اليوم بحاجة اليها كوثائق تؤرشف تاريخ هذه الحركة النبيلة وهذه التجربة الفريدة التي خاضها حزبنا الشيوعي العراقي في مواجهة اعتى سلطة قمعية عرفها تاريخ العراق. كما ان هذه الدفاتر الصحفية استطاعت ان تعبر عن اراء وافكار الانصار في جميع المجالات السياسية والحزبية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، بالاضافة الى انها فجرت الطاقات الابداعية الكامنة لديهم، فكتبوا في النقد الادبي والمسرحي وألفوا القصائد والقصة القصيرة والنصوص الادبية المتنوعة، وكذلك ابدع البعض منهم في مجال الرسم والكاريكاتير، وقام الانصار بتوزيع صحافتهم في القرى والمناطق التي يصلون اليها ، كما ارسل الحزب الكثير منها الى الداخل وخاصة تلك التي تتناول مواقف الحزب السياسية وتحتوي على عمليات الانصار البطولية.