المنبرالحر

أوكرانيا تتحول إلى ملجأ ومقر لداعش* / ترجمة عادل حبه

بعد الضربات الشديدة التي تعرضت لها مواقع داعش الإرهابي في سوريا والعراق على يد القوات المسلحة في البلدين، فإن وحدات من هذه المنظمة الإرهابية انتقلت إلى بلدان أخرى من أجل الاستمرار في عملياتها. فقد استقرت وحدات من هذا التنظيم على الحدود الأفغانية مع أوزبكستان وطاجيكستان وشرعوا بعملياتهم ضد هذه البلدان. وفي هذا الإطار جرى الكشف عن أن القيادة العليا لداعش قد استقرت في أوكرانيا من أجل التدريب والشروع بعملياتها ضد بلدان أخرى.
ففي 29 من تموز، قام "تري ماريان" معاون رئيس المجلس الوطني الفرنسي على رأس وفد برلماني فرنسي بزيارة إلى مدينة سواستوبل عاصمة القرم لاجراء مباحثات مع قادة هذه الجمهورية العضوة في الفدرالية الروسية. وكان على رأس جدول عمل المباحثات موضوع الإرهاب وأشكال النضال ضد هذه الظاهرة المشينة المعادية للبشر. وفي أحد اللقاءات مع "روسلان بالبيك" معاون حاكم القرم، أشار إلى أن " مجموعة داعش تقوم بجزء من نشاطها وتدريباتها في أوكرانيا. ولقد علمنا أن عصابات داعش الإرهابية تتمركز في منطقة (خرسون) القريبة من الحدود مع القرم، وجرى إنشاء معسكرات للتدريب وتهيئة أفراد للقيام بأعمال إرهابية. وتقع في هذه المنطقة أحدى أكبر المحطات النووية لانتاج الطاقة في أوكرانيا، حيث ابتزت داعش الحكومة الأوكراينية بتخريب هذه المحطة في حالة عدم الموافقة على إنشاء هذه المعسكرات. علماً أنه في حالة تنفيذ هذا التهديد، فستتعرض أوكرانيا وكل أوربا إلى كارثة حقيقية.
وفي الآونة الأخيرة، أشار فلاديمير كيريف الخبير في الشؤون السياسية في مقابلة له مع محطة راديو سبوتنيك الروسية، إلى أن أوكرانيا تعتبر ميداناً مساعداً لانتشار النشاط الداعشي. ففي الفترة الأخيرة، قامت الأجهزة الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب في مدينة خاركوف بالقبض على مواطن ليبي وفي معيته قنبلة يدوية حربية ووثائق تتعلق بعلاقته مع داعش. وفي أثناء التحقيق، أدرك المحققون أن هذا العضو مكلف بتدريب المواطنين الأوكراينيين على العمليات الإرهابية وجذب الأعضاء. لقد قامت الحكومة الأوكراينية بمساعدة الإرهابيين الداعشيين والسماح بنشاطاتهم التدريبية لعاملين:
الأول: هو أن لدى كييف والإسلاميين أهداف مشتركة.
ثانياً: إن العدو المشترك لهما هي روسيا.
إن الفاشيست الأوكراينيين يعتقدون بأنهم في حالة "حرب" مباشرة مع روسيا، كما أن الإرهابيين يعتبرون روسيا عدوهم الأصلي بسبب عملياتها العسكرية في سورية والضربات المؤثرة التي تلقتها داعش وجبهة النصرة.
فلماذا تجتذب أوكرانيا الإرهابيين بشكل خاص؟
إن الدليل هو أنه من السهولة بمكان بالنسبة للإرهابيين الحصول على الوثائق الرسمية والقانونية المزورة في أوكرانيا، خاصة في عام 2014 و 2015، حيث أصبح من الممكن وبدون معوقات الحصول على جوازات السفر والوثائق الأخرى الخاصة بالمواطنين الأوكراينيين. وفي الظروف الحالية أيضاً، فإن الإرهابيين يستطيعون الحصول على أية وثيقة أوكراينية وتأسيس شركات تجارية في مختلف الفروع عبر تقديم الرشاوي، ثم تحقيق أهدافهم في أوربا والأورال والقفقاز.
لقد أستمر نشاط "لواء القرم" الإرهابي حتى عام 2014، وهو تنظيم يشكل أمتداداً لنشاطات الشيخ منصور وجوهر دوداييف من مواطني الإتحاد السوفييتي السابق والذين كانا على رأس حزب التحرير والأخوان المسلمين في القرم. ولكن بعد التحاق شبه جزيرة القرم بروسية، انتقل نشطاء هذه الأحزاب إلى منطقة خرسون الأوكراينية ليستمروا بنشاطاتهم وتحقيق أهدافهم.
موقع ريا نوفستي الروسية*