المنبرالحر

حذا ري يا أبناء شعبنا الابرار!! / سامي سلطان

توالت الجرائم والفضائح في العراق، فما حدثت حادثة ، حتى يقول الجميع أنها ليس الأولى من نوعها ، بل سبقتها جرائم أخرى مشابه ارتكبت بحق الابرياء من بنات وأبناء شعبنا العراقي في الاسواق الشعبية ولم تستثني اي منطقة في العراق ، كان آخرها حريق مستشفى اليرموك الذي راح ضحيته اطفالا ابرياء خدج ، في وقت لم تجف فيه بعد دماء شهداء فاجعة الكرادة ، سبق ذلك بقليل ما حدث في مدينة الثورة في سوق عريبه وسوق مريدي وبغداد الجديدة ، وغيرها من محافظات العراق الاخرى ، ومن يعرف هذه الأماكن التي تظم الكادحين من ابناء الشعب ، يعلم جيداً كم هي عدد الأمهات التي تفترش الأرض لبيع ما يسد رمق عائلتها نتيجة فقدان زوج في أحد العمليات الإجرامية ، أو مقعد لنفس السبب، فهي تعيل أطفالا منهم في عمر المدرسة و آخر رضيع تضعه في حضنها، تطعمهُ حين يجوع، ان هذه الجرائم لم تكن الاولى ولا هي الأخيرة، لطالما ان العراق يحكم بهذه الطبقة السياسية التي فاقت العالم كله بمستوى فسادها واستهتارها بأرواح الناس،حيث لا هم لهم سوى هم البقاء أطول مدة في مواقع السلطة التي تحولت في نظرهم إلى بقرة حلوب لهم ولحاشيتهم، حتى وصل الامر بهم الى انهم على استعداد كامل في ان يدفعوا الناس الى الهاوية ، وقد فعلوها ، حين فرطوا بثلاثة ارباع الاراضي العراقية ، وسلموها فريسة بيد الارهابيين ، الى جانب الملايين من اللاجئيين ، فضلاً عن الاف الضحايا من الابرياء، وانهيار البنية التحتية للبلاد ، وهنا اقص لكم حكاية تداولها أجدادنا وذكرني بها أحد الأصدقاء وهي تصور مدى قدرة البعض على تسويف الحقائق والضحك على الذقون ، واترك للقارئ الكريم الحكم ،وليطلق العنان لتخيلاته، حول ما يراه مشابهآ لبطل هذه الحكاية في عراق اليوم .
اشترى احد المحتالين حمـــارا وملأ فمه بليرات من الذهب رغماً عنه ، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق فنهق الحمار فتساقطت النقود من فمه ..
فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه بدون تفكير بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار .. واشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية فانطلق مع أهل المدينة فوراً إلى بيت المحتال وطرقوا الباب فأجابتهم زوجته أنه غير موجود !! لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فـورا .
فعلاً أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهـــرب لا يلوي على شيء ، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب ،طبعاً نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب ، واشتراه أحدهم بمبلغ كبير ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته أن تطلقه ليحضره بعد ذلك فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى
فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا البيت عنوة فلــم يجــدوا سوى زوجته ، فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته ، وقــــال لها : لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم ؟ فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت .
فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئاً بالصبغة الحمراء ، فتظاهرت الزوجة بالموت صار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم : لا تقلقوا ... فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة مرة أخرى وفورا اخرج مزماراً من جيبه وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا ..
وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين !!
نسى الرجال لماذا جاءوا ، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه منه بمبلغ كبير جداً
وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف ان يقول لهم انه قتل زوجته فادعى ان المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته ، فاستعاره التجار منه .... وقتل كل منهم زوجتهً
وبعد أن طفح الكيل بالتجار ، ذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر .. ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا .
صار المحتال يصرخ من داخل الكيس ، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس وهؤلاء نيام فقال له :
بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري ..
طبعاً أقنع صاحبنا الراعي بأن يحل مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنة كبير التجار ، فدخل مكانه بينما أخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة ..
ولما نهض التجار ذهبوا وألقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين ..
لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه 300 رأس من الغنم ...
فسألوه فأخبرهم بأنهم لما ألقوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطيء وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطيء لأنقذته أختها الأكثر ثراء التي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهي تفعل ذلك مع الجميع كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر وألقوا بأنفسهم فيه، وصارت المدينة بأكملها ملكاً للمحتال !!! انتهت الحكاية .
ومن سوء طالعنا نحن العراقيين لدينا ويا للأسف الشديد العدد الهائل من المحتالين القابعين في ثنايا الطبقة السياسية الحاكمة وحواشيه، ابتلى بهم الشعب العراقي الطيب الصابر في غفلة من الزمن حين اوصل هؤلاء الى دست الحكم ، فحذاري يا أبناء شعبنا الابرار من هولاء المحتالين الاشرار الفاسدين الطائفيين الذين لا ذمة لهم ولا ضمير ، وإلا سيضيع ما تبقى من هيبة الوطن ،وكرامة المواطن.