المنبرالحر

الشيوعية أخلاق ومبادئ سامية / ناجي محيبس الكناني

ان المبادئ الشيوعية سامية كسمو اهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهي نقيض لكل المبادئ الرأسمالية والبرجوازية والعنصرية والطائفية، حيث أنها تهدف الى تحويل العالم بقوتها المادية من الرأسمالية الى الاشتراكية. كما تكشف الجوانب الأساسية لتحويل الفرد الى طاقة طموحة ومبدعة, تساهم إيجابيا في عمليات التنمية.
إنها مبادئ تستشرف المستقبل, وتتناسب مع جميع الظروف والبيئات الاجتماعية على حد سواء. انها قابله للتطوير، وتستوعب من تراث المجتمعات كل ما هو تقدمي، وتشجع العقول المتنورة. والالتفات الى طاقاتها وتطويرها وتحفيز امكانياتها الكامنة وتثويرها من خلال زجها في عمليات الانتاج .
ان المبادئ الشيوعيه على نقيض مع الرأس مالية وفي تناحر مستمر للحد من استغلالها الطبقة العاملة وظلمها الشعوب بالقمع و الارهاب والحروب واختزالها القيم الانسانية، وكلما تعمقت ازماتها، تعاظمت وحشيتها وجبروتها، ومحاولتها اضعاف ثورية القوى والطبقة العاملة، كونها توافق مصالحها، واهدافها مع الوجهة التي تعمل فيها القوانين الموضوعيه للتطور الاجتماعي ليكون هذا التطور بداية الصراع بين الكفتين لصالح قوى المستقبل التي تسعى الى التغيير الشامل بمعايير تقدمية.
ان من اهداف الاحزاب الشيوعية انها ترفض رفضا مطلقا كل اشكال التمييز، الذي مارسته الانظمة الرأسمالية، والدكتاتورية بقوة الحديد والنار، فقد تطور هذا الرفض ليشكل سمة من سمات الشخصية الشيوعية، التي تسعى الى تشذيب ذاتها ضمن معطيات الفكر الماركسي اللينيني، مستخدمة كافة الوسائل النضالية التي تترجم الرفض الى حركة تقدمية ثورية قادرة على حسم الصراع بين مبادئ الشيوعية الخلاقة، وبين القوى المسيطرة على مقدرات البلد، التي تعادي المبادئ الديمقراطية للاحزاب الشيوعية وعدم التفاعل معها بقصد اتباع سياسة التفريط في الحقوق، والتلاعب بالاموال العامة لشعوبها، واتباع ثقافة خرق الانظمة والقوانين، والعبث بالتشريعات، وإفراغها من مضمونها .
ومن هنا اصبح الرفض المطلق لمن يحاول التشهير بالحزب الشيوعي العراقي، بقصد التطاول عليه، ومحاولة استنبات أفكار تسيئ اليه، فقيادة حزبنا الشيوعي تدرك إدراكاً واعياً حركة التاريخ، ووعيها بحركة القوى الحاكمة التي تشكل اطراف الصراع الايديولوجي على ارض الواقع ولإنه أصبح القوة المؤثرة التي تريد تغيير الواقع العراقي بمعايير وطنية وتقدمية، التي ساهمت في ترجمة الرفض الى حركات جماهيرية تُعبر عن إرادتها تعبيراً أصيلاً في معركة المواجهة ضد أعداء الحزب الشيوعي العراقي الذي يرسخ في ذهنية الفرد القوة الفكرية الواضحة للخلاص من السياسات المتخبطة, ومسترشداً بالدور البطولي وبالمسيرة النضالية للحزب الشيوعي العراقي التي تعتمد عليها كل الشرائح الاجتماعية العراقية المتمثلة بالطبقة العاملة، والفلاحين، والكسبة وجميع الفقراء، في ماضيهم، وحاضرهم، ومستقبلهم.
إن الافكار الشيوعية ومثلها العليا تؤثر ايجابيا في عقلية الفرد، وسلوكه اليومي وتحفز فيه مفاهيم جديدة في الحياة الانسانية التي تدعو الى المساواة التامة بين جميع ابناء الشعب بغض النظر عن القومية، او العرق، او الجنس، او الطائفة، او الدين، من أجل تحقيق نظام إجتماعي وإنتهاج سياسة صحيحة تحقق الرفاه الاجتماعي، وتعطي الحقوق لمن يستحقها، ومحاسبة اولئك الذين فرطوا ويفرطون في كل الحقوق السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، ومحاسبة القيادات السياسية المقصرة.
إن للحزب الشيوعي العراقي رسالة تاريخية واضحة، ومنذ أن تأسس تخرجت من مدرسته اعداد كبيرة من الثوريين من طراز جديد في كل ميادين العمل ويتصفون بالاخلاق الرفيعة ويعبرون عن سمات الحزب الشيوعي، والطبقة العاملة وبتأثير متبادل عميق بين جميع طبقات وشرائح المجتمع العراقي، واستطاع ان يتخذ مكانه اللائق بين صفوف الجماهير وبرؤية واضحة مستمدة من نضال الحزب الذي يشكل يقينا، ومعياراً لرفض كل الاصوات المبحوحة، والاقلام الموتورة، التي تحاول تشويه سمعة الحزب الذي تعاظم نضاله منذ تأسيسه مستخدماً أدواته النضالية وامكاناته الفكرية، والبشرية، ليصبح وجها لوجه امام المتربصين الذين يحاولون احتواء الحزب وتهميش دوره البطولي، وصيانة حقوق الشعب، وفضح الذين تجاوزوا عليها بلا خوف ولا خجل، وسيظل صوت الحزب عالياً ومدوياً في اروقة السياسة وفي كل زمانٍ ومكانٍ من اجل ان تبقى حقوق الشعب محفوظة لا تمسها إلا الأيادي النظيفة، ولا تعطى إلا لمن يستحقها بلا تفريط.