المنبرالحر

القائد العام للقوات المسلحة ... الشعب مرعوب في بغداد / رفعت نافع الكناني

رسالة اوجهها باسم كل العراقيين مهما اختلفت الوانهم واشكالهم ومعتقداتهم لشخصكم الكريم وللقيادات السياسية والامنية .. لقد طغى الارهاب ومن يدعمه داخليا وخارجيا واصبح حقيقة واقعة وملموسة في شوارعنا وبيوتنا وفي دواخلنا بعد ان اوهمتمونا واوهمنا انفسنا بانه جسم غريب طارئ لا يمثل جوهر العراقيين واصالتهم ، وزدتم على ذلك بانة في اسوأ حالته وبات يلملم أوصاله المقطعة ويلفظ النفاسة الاخيرة في اطراف الصحراء وكهوفها . الا ان الواقع الفعلي وخاصة في شوارع عاصمتنا الجريحة يثبت بل اثبت العكس تماما خلال الايام القليلة المنصرمة وما يتبعها ... وهناك مقدمات ، فالحرب الاهلية لا سامح الله لأتعرف ثقافة التأخي والمحبة وقبول الاخر ومعنى المواطنة والعيش المشترك .. وارضها الخصبة والمساعد على أنضاجها اهتزاز القائد وتخبطه ، وضعف اجهزة الدولة وقواتها الامنية ، والسكوت على من يريد بث الفرقة او من يدعى نصرة الطائفة والدين وتقسيم الوطن .

ان ما يحدث في شوارع بغداد اليوم يمثل ناقوس الخطر الحقيقي .. فالدم العراقي يراق بدم بارد في شوارعها وازقتها .. لا يعرف المذهب او الدين او الهوية ، فلونة كما هو معروف احمراحمر احمر وليس ازرق !!! من منكم يتحمل مسؤولية هذه الاحداث وتلك المصائب والجرائم ؟ من منكم يتحمل وزر ما تحمله الايام من مفاجئات وعواقب ؟ ان البلد على مفترق طرق ، فأما الحرب الطاحنة التي لا موعد لانتهائها بين الطوائف ، واما الحرب الضروس على رافعي راية الفرقة والتناحر والتقسيم الذين اعلنوها صراحة ومن على المنابر ما يريدون ويبيتون ويحلمون لهذا البلد . الجميع يصدع رؤوسنا بنبذ التفرقة والتناحر والطائفية وقدسية الدم العراقي وحرمته وحرمة ترابة .. الكل يدعي انه راعي الاخوة والتألف والتقارب بين ابناء البلد الواحد وينبذ الارهاب والعنف ومن يسانده !! لكن الوقائع اثبتت باليقين ان اغلب ساستنا ونوابنا وعًلية القوم لهم اليد الطولى فيما يحدث الان او السبب الاول من انفلات امني وارهاب بكل أشكاله وكبت للحريات الشخصية ونقص في الخدمات وبطالة كبيرة بين شبابنا وفقر واضح على الوجوه ونهب وسلب مبرمج يطال العراقيون دون استثناء .

لا يمكن ان نصدق البيانات والمؤتمرات الصحفية والتصريحات المتكررة التي تخدش اسماعنا بين الحين والاخر من هذا الطرف او ذاك . اذن ، من يقتل الناس في شوارع بغداد وبدون خوف او وجل ؟ من يهجر الناس من بيوتهم ومحلات سكناهم ؟ من يغدر الناس في وضح النهار بسبب عمل شريف يشتغل به لإعالة عوائلهم وابعاد شبح الفاقة عنهم ، اذا ما علمنا ان الفقر ارهاب مستمر ؟ من يحاسب الناس ويضايقهم على ما يلبسون ويعتدي عليهم في شوارعنا ودوائرنا ؟ اذا ما علمنا ان الحريات تحيا بمراعاة وحماية حقوق الانسان وتموت بانتهاك حرمتها وقدسيتها . اذن من لا يحترم حقوق الاخرين وحرياتهم الشخصية وخصوصياتهم الفردية لا يمكن لنا احترامه وان نوليه امورنا وامور الرعية . ان اقدس شيء تؤمن به البشرية هو حق المعيشة بكرامة والرشد هو احترام حق الاختلاف .. لا يمكن لهذا العراق ان ينساق لوجهة نظر واحدة ولأيمكن أسرة في نظرية سياسية او دينية واحدة ولا يمكن ان نطبق نظرية او سياسة طبقت في بلد اخر ... صحيح تستطيع تلك الجهة او الفئة او التيار من تصدر المشهد السياسي لبعض الوقت ، ولكن لا يمكنها الاستمرار كل الوقت ان هي لم تمثل تطلعات الناس بكافة مسمياتهم ومشاربهم ، وللتاريخ شواهد كثيرة .

ان كنتم تعرفون او لا تعرفون فان بعض مناطق بغداد تصول وتجول فيها ميليشيات مسلحة محسوبة على الجانب الشيعي واخرى محسوبة على الجانب السني وتتمركز على شكل دوريات متحركة وحواجز وهمية وسيطرات مفاجئة في هذا الشارع او التقاطع او مداخل المناطق ، وهناك سيارات وعبوات تفجر في هذا الحي او ذاك !!! وراح العشرات من الابرياء نتيجة ذلك في هذه الايام . وهناك تهديدات بالقتل والتهجير لعوائل كثيرة وفي مناطق عديدة من بغداد بل حدث ذلك وقتلت عوائل في داخل بيوتها لأسباب طائفية !! مما خلق حالة من الرعب والخوف والرهبة من تكرار احداث 2005 و2007 الناس في بغداد هم وقود هذه الحرب المجنونة اكثر من باقي انحاء البلاد . لقد توقفت الاعمال والنشاطات التجارية وعمليات البناء واعتصمت العوائل في بيوتها خوفا من القادم ... وبدأت اسعار العقارات بالهبوط في المناطق المختلطة المذاهب بسبب الرغبة الشديدة في ترك مناطق سكناهم والتوجه لمناطق تلائمهم طائفيا وعرقيا وهذا الفصل هو الاقذر على مستوى كرامة الانسان وأدميته .. لان الانسان سوف يصبح الشبة بساكن كمب او معسكر انفرادي ، وهذا ما لأيتمناه كل انسان شريف . نحن نعتقد ان القوات الامنية وقوات الجيش العراقي قادرة على دحر الارهاب وهزيمته ولكن !

ختاما ... ننتظر السلام الدائم والعيش المشترك الرغيد ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .