المنبرالحر

ضحايا شباط الاسود 1963 . . . عراقيون بامتياز/ سلوان ظافر عبدالله

كثيرة هي المحن والمصائب التي مرّ بها العراقيون وصور الظلم والاضطهاد الكبيرة وعلى مر التاريخ المعاصر وقيام الدولة العراقية, تتأرجح مصائرهم ومقدراتهم بين أيادي الرجعيين من جهة والقوى الكبرى وعملائها من جهة اخرى. وبين هذا وذاك كان العراقي ومايزال يصارع ويناضل تحت مسمّيات عديدة مرة قومية ومرة طائفية ومرة بسبب اعتقاده او فكره , فبغض النظر عن التسلسل الزمني لتلك المآسي فلنا امثلة كثيرة منها ما عرفناه وعشناه ومنها ما قرأنا عنه وسمعنا به وما عمليات الانفال والمقابر الجماعية وفاجعة حلبجة والدجيل والكرد الفيليين والتهجير بحجة التبعية واخرها الطائفية المقيتة إلا دلائل واقعية تمثلت فيها الوحشية والبشاعة وانتهاك لحقوق الانسان والمواطن داخل بلده والذي كان ينتظر منه الخير. وتحت تلك المسمّيات والهويات الفرعية والانتماءات لاجزاء الوطن الكبير تعرضوا حامليها للاضطهاد والظلم والتعسف والرغبات الدموية للسلطة وطغيانها وزمجرتها وهمجيتها, فما بالكم ان كان ثمة من حمل هوية الوطن الواحد الهوية الكبرى للعراق بكل اطيافها والوانها من عمال ومثقفين وفلاحين وموظفين وبسطاء من كل طبقات وفئات وقوميات الشعب ومن ابناء هذا البلد والذي امتزج دمهم برافديه واستظل بسحب كردستان وجف بجنوبه تحت حرارة الصيف, انهم من حملوا ارواحهم على راحاتهم غير مبالين هدفهم واحد ومطلبهم مشروع باقامة صرحاً للحرية ينعم بها الوطن وسعادة تغمر الجميع, فذاقوا في سبيل ذلك كل اصناف الظلم فيما لا يمكن ان ننساه من ذاكرة التاريخ السيئة متمثلة بقصر الرُهاب ( او ما يسمى بقصر الرحاب) الذي تجسدت في كل معاني الخيانة والاستهانة والطغيان والشر بكل اساليبه القمعية والوحشية والفاشية المتأصلة في نفوس جلادي الوكر ( القصر ) الذين اطلقوا العنان لعنجهيتهم وبربريتهم وتعطشهم للدم  ضاربين امثلة مروعة , وهذا كله لم يصمد ولم يُضعف من عزيمة الضحايا حتى من كان بعمر النشء من بين من عُذبوا. الجلادون رسموا اسوأ الصور في سفر الظلم الاسود من زنزانات موحلة مظلمة وتقطيع الاوصال والتعليق لساعات وما فقء العيون والسحق بآلات الطُرق إلا دليل على يأس هؤلاء المجرمين ونقطة بؤسهم أو بالاحرى نقطة استبسال وصمود وبطولة ووفاء ضحاياهم.

من هذا كله يجدر بأي شريف ذو ضمير حي انصاف ضحايا هذه الاعمال الاجرامية باعتبار ان ما تعرضوا له خرق لحقوق الانسان والانسانية , ولتكن الآذان صاغية وليست انتقائية في السماع للحقوق وتلبية المطالب, والحق لا يعطى بل يُنتزع ولكن بصور شتى.