المنبرالحر

خارج المنطقة الخضراء / ابراهيم الخياط

نحن نعرف، ولكن الانسكلوبيديا تصف القرآن الكريم بأنه الكتاب المقدس الرئيس في الإسلام، وأنه يخاطب الأجيال كافة في القرون كلها، ويتضمن المناسبات جميعها، ويحيط بكل الأحوال، وأنه معجزة، وأن إعجازه غير قابل للتحدي، ومن آياته المعجزات في سورة «التين»: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".
ونعرف، أيضا، أن سوفوكليس كان في أثينا أحد أعظم ثلاثة كتاب تراجيديا إغريقية، ونال الجائزة الأولى لعشرين مرة، وكان أغزر شعراء عصره، ونشيطاً للغاية في الحياة العامة، كما انصرف للديانة والعبادات حتى قيل أنه أكثر البشر خشية من الآلهة، ومن رائع قوله: (في الدنيا معجزات كثيرة، ولكن لا أشد إعجازا من الانسان).
أما أبو العلاء المعري شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، فقد كان عالماً بالأديان والمذاهب والعقائد، كما كان آية في التاريخ والأخبار، اعتزل وعاش زاهداً، نباتيا، ورغم غزارة شعره وكتاباته لكن لم يصلنا الا «رسالة الغفران»، «سقط الزند»، «اللزوميات»، وبعض الرسائل، وقد قال قولا جميلا في الانسان:
وتحسبُ أَنك جرم صغيرٌ وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ
ثم من منا لايعرف كارل ماركس، الفيلسوف وأحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ، وأحد ثلاثة مؤسسين للعلوم الاجتماعية الحديثة، وصاحب العديد من الكتب، وأهمها «البيان الشيوعي» و»رأس المال»، وهو الذي اعتقد في القرن العشرين بمنهجه نصف المعمورة، والذي وُصف بأنه واحد من أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية، وشهير ماقال: «الانسان أثمن رأسمال في الوجود».
أما السيد محمد باقر الصدر، فهو مرجع ومفكر ومؤسس تميّز بانفتاحه على المدارس الفكرية كافة ومثبت أنه مرة سئل: سيدنا ماهو رأيك بالشيوعيين؟ فأجاب: انهم يريدون بناء الجنة في الارض ونحن نقول لهم ان الجنة في السماء. ولقد ظهرت علامات النبوغ والذكاء على السيد الصدر منذ صغره، وما أن شبّ حتى ألف ومن أشهر مؤلفاته: فلسفتنا، واقتصادنا، أعدمه الطاغية مع أخته بنت الهدى، وصارت حكمة قولته: «الجماهير أقوى من الطغاة».
هذه منزلة الانسان في الاثر، ولطالما شدد علينا الاقتداء بها الناقد عبد المطلب صالح، مدرسنا في الثانوية الجعفرية بالعبخانة، ولكن يطلّ صقر برلماني ليقول ان (العمليات الارهابية تكشف عجز الارهاب في الوصول لأهداف «حيوية»)، ويناغيه برلماني آخر واصفا العراقي بـ (البائس) و(الدايح).
وكأن الذي يعانيه شعبنا قليل، فمع الارهاب والعنف والبطالة وفقدان الامن والكهرباء والخدمات والتموين ينبري ممثلو الشعب لينتقصوا من الشعب الذي انتخبهم، ويسبّوه جهارا نهارا، فهل لايعلمون أن اثنين لايؤتمنان اذا داسهما أحد، أيّ أحد، لأنهما سينفجران: حقل الالغام والشعب.