المنبرالحر

المناهج ومواصفاتها التربوية / د.موحان لعيبي

تعريف المناهج: سلسلة من الخبرات المخططة في داخل المدرسة وخارجها وتبنى على اسس معرفية اجتماعية نفسية سياسية وتهدف الى تنمية المتعلم من الناحية الوجدانية والمعرفية والمهارية.
اذن مفهوم المنهج المدرسي تطور كثيراً ليصل الى مفهومه الحديث الذي هو المنهج التربوي والخبرات والممارسات المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة التلاميذ والطلبة على تحقيق النشاطات والعوائد التعليمية المنشودة بأفضل ما تستطيعه قدراتهم وهو كل نشاط او دراسة يكتسبها او يقوم بها التلميذ او الطالب تحت اشراف المدرسة وتوجيهها سواء كان ذلك داخل الصف او خارجه. من هنا نجد المنهج يرتبط بكل من العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة.
مناهج العملية التربوية: بعد الاطلاع على المصطلحات التربوية يمكن القول ان المنهج التربوي يوفر للعملية التربوية ما يلي:
1- توضيح اهداف العملية التربوية بحيث يستطيع المدرس معرفتها والعمل على تحقيقها.
2- تساعد على وضع خطة التدريس المناسبة.
3- ايصال المعلومة لجميع المتعلمين.
4- العمل على بناء شخصية متوازنة وفق اسس علمية ومنطقية وهي الاسس التي وضعت من اجلها المناهج.
5- تعتبر المناهج خطة عمل واضحة المعالم يتم على اساسها بناء الخطط التربوية للوزارة، وبالتالي هيكلة العملية التربوية برمتها.
6- سهولة بناء العملية التقويمية بين عدة مجاميع من المتعلمين لقياس جوانب معرفية محددة لديهم.
7- اداة لربط المفاهيم في الموضوع الواحد مع بقية المواضيع للصف الواحد وبالتالي المرحلة وبالتالي تتكامل الاسس والمبادىء ومن ثم تؤدي العملية التعليمية الغرض المنشود منها من حيث تكامل وحدة المنهج.
8- ربط الطلبة بالشؤون الوطنية وبث التسامح بين المواطنين باختلاف قومياتهم وانتماءاتهم.
يجب ان تتكامل المناهج الحديثة ، فالمعلم والمنهج وسيلتان لتربية وتعليم الطالب، فعندما تغير التربية منهاجاً من مناهجها يجب ان تفكر بمن الذي يدرس هذا المنهج؟ وهل هو معد اعدادا جيدا لتحقيق اهداف المنهج؟ لذا تبرز لنا مشكلة هي اعداد المدرس للخدمة وخاصة الذين تمضي عليهم الخدمة دون تأهيل. افضل مدخل وخير وسيلة لاصلاح التعليم وتجديده هو تحسين المناهج وتجديدها وتطويرها بمفهومها الشامل. من هنا اصبحت دراسة المناهج وتخطيطها وتطويرها عملية جوهرية تتحدد في ضوء قيم فلسفية واجتماعية، لذا يجب على المناهج ان تخدم التنمية الاقتصادية والزراعية والصناعية والتجارية.
ومن علاقة المجتمع بالمجتمعات الاخرى والعالم الذي اصبح قرية صغيرة فقد اولت دول العالم المتقدم والنامية منها المناهج عناية فائقة، ويمكننا القول ان معظم المناهج التربوية التي تدرس في المدارس العراقية بوجه خاص والعربية بوجه عام تتطلب اعادة النظر وتطويرها واستئصال الفكر الفاشي والظلامي والتكفيري منها، وابدالها بالمفاهيم الديمقراطية الحقيقية واحلال الفكر الجديد والتأكيد على الجانب الانساني حقوق الانسان والتعايش السلمي واحترام الرأي الآخر والتأكيد على بث روح المحبة والتسامح داخل المجتمع ورفض العدوانية والتعصب الديني بكل اشكاله. ولا بد من الاستجابة للدعوات المطالبة بتطوير المناهج الدراسية في العراق والعالم العربي وفق نظرة شاملة للمتغيرات الدولية من اجل تلبية الاحتياجات التنموية ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي.
اساليب تطوير المناهج
يمكن ان نقسم اساليب تطوير المناهج الى الحذف والاضافة والتقديم والتأخير والتنقيح واعادة الصياغة والاستبدال واعادة التعديل وتطوير واحدة او اكثر من عناصر المنهج.
اسباب تطوير المناهج
1- الوصول بالمناهج الى درجة عالية من الكفاءة والفاعلية الداخلية والخارجية.
2- مواكبة التغيرات والمستجدات التي طرأت في مجال العلوم الانسانية والنفسية والاجتماعية والتربوية.
3- الرغبة في الارتقاء بواقع العملية التربوية.
4- الاستجابة لنتائج البحوث والدراسات العلمية.
5- حدوث تطورات سياسية او تحولات اقتصادية واجتماعية على المستويات المحلية والدولية تستوجب تطوير المناهج القائمة بما ينسجم وتلك التحولات.