المنبرالحر

امريكا والضربة السورية المحتملة / خالد الملا

عادت الاساطيل الامريكية تجوب عباب البحار وهي تطلق صافرات الانذار القصوى وبدأت تسمع طبول الحرب وجعجعة السلاح من جديد وهذه المرة ضد سوريا، بما تمتلكه من كيمياوي استخدمته الحكومة السورية ضد شعبها والذي لم يثبت لحد الان صحته من قبل الامم المتحدة والمفتشين، ولكن الضربة قاب قوسين او ادنى. وقد تسقط حكومة بشار بتساقط صواريخ المتحالفين عليها كما اسقطت الجيوش التي اجتاحت العراق وبغطاء دولي، فأزاحت الصنم وصدام المقبور تحت ذريعة امتلاك العراق اسلحة دمار شامل تهدد السلم العالمي وبشكل ايضا مصدر قلق لدول المنطقة فاستبيح العراق وجعل منه ساحة مشر?ة ابوابها لكل من هب ودب، ثم تلا بعد ذلك اعلان بوش (الابن الشهير) بعد فشلهم بالعثور على اسلحة الدمار الشامل المزعومة انه سيحارب الارهاب على الاراضي العراقية فعاد تصريحه بذاكرة العراقيين الى "خمسينيات القرن المنصرم حين حولت امريكا وحليفتها انكلترا بغداد الى مركز مهم لمحاربة الشيوعية والوطنيين والقوميين". فأن ضرب سوريا وبحسب تصريحات المسؤولين الامريكان ستكون محدودة وتحدد بسقف زمني ووفق استراتيجية جديدة اخذين بالاعتبار اخطاءهم في حربهم على العراق، فما عاد كذب الامريكان ينطلي على الشعوب الحية فأن هذه الضربة بمث?بة صب الزيت على نار الطائفية المشتعلة ليزيدوا من اوارها ليمتد سعيرها الى بلدان اخرى، وسيعيد الاطراف المتصارعين اوراقهم وخاصة ايران بما لها من امتدادات ونفوذ هنا ونفوذ هناك وبعض بلدان المنظومة العربية، فعلى المعارضة الوطنية السورية وشعبها ان يرجحوا منطق العقل بعيدا عن لغة العنف الذي سيجر بلدكم العزيز على نفوسنا الى ويلات لا تحمد عقباها ولربما يسعى المغرضون الى تقسيم سوريا كما ارادوا ان يكون في العراق عبر مشروع بايدن سيئ الصيت الذي رفضه الشعب العراقي، فمن جانب اخر فأن امريكا قد اماطت اللثام عن وجهها الحقيقي ?لقبيح وستعيد سيرتها الاولى على انها عدوة الشعوب بامتياز لا يهمها شرق اوسط جديد لا تعنيها طبيعة النظم شمولية كانت او تولوتارية مستبدة. ان امريكا بطبيعتها براغماتية النزعة ليس لديها صديق دائم بل مصالح دائمة ولتذهب شعوب الارض الى الجحيم ولنا بالقريب العاجل مثلا وقد سمعنا تهديدها بقطع المساعدات عن مصر الحبيبة وذلك لان اوباما قد وضع يده بيد مرسي الاخوان الذي فرخت حركته الزرقاوي وايمن الظواهري والقرضاوي ومن لف لفهم من الارهابيين الذين اضاقوا الشعب العراقي العذابات وما زال يدفع الزمن لحد كتابة هذه السطور. فكل يوم?يمر به يودع كوكبة من الشهداء الى مثواهم الاخير حتى اصبح العراقي بمثابة شهادة وفاة مع وقف التنفيذ وها هي تركة الاحتلال جعلتنا ننعم بحكومة المحاصصة التي تعيد مجد الدكتاتورية بلبوسات مختلفة وتدفع بالديمقراطية العرجاء بما اوتيت من قوى الى الوراء الذي زعم الامريكان ان العراق سيصبح مصدر اشعاعها.