المنبرالحر

اذلاء العرب كيف يتصرفون؟ / احمد عبد مراد

كان لجارنا بضعة رؤوس من الماشية وغزالان وبعض الطيور الجميلة ، ولم يكن قصده المتاجرة او الربح من وراء ذلك بل هي هواية فقط ليس الا..وكان لجارنا هذا، كلب ضخم يشبه الذئب ومنظره مخيف ومرعب، وينام هذا الكلب امام حضيرة تلك الحيوانات حارسا امينا يعتمد عليه، ولم يعلم او يرد في ذهن الرجل ان كلبه منحرفا وله علاقات مشبوهة مع حيوانات اخرى ..وتجيئ الايام وتذهب ويصحى جارنا على ضربة كانت بمثابة كارثة له ..لقد جن جنونه عندما فقد احد غزلانه مع سكون تلك اليلة وهدوء فجرها وكلبه الحارس الامين نائما امام حضيرة الحيوانات مسترخيا متوسدا احدى قوائمه ..تفقد صاحبنا بيت حيواناته فوجده عامرا لم يتعرض للتخريب نهائيا في الوقت الذي ينام الكلب القوي والمخيف امام الفتحة الصغيرة الموجودة في الباب ،وبعد معرفة بقية العائلة في الامر اقترح الابناء على اباهم بردم الفتحة منطلقين من المثل القائل ( الباب اللي تجيك منها الريح سدها واستريح) في بداية الامر وافق الوالد ..ولكن سرعان ما غير رأيه متسائلا كيف يحصل كل ذلك وكلبنا الحارس الامين لم يسمعنا صوت نباحه منبها لنا مستنجدا بنا على الاقل ان كان قد هاجمه احدا من اللصوص او الحيوانات الاقوى منه ..لا بد من معرفة ذلك والوقوف عليه وبدأت مراقبة الحضيرة والكلب ولكن المراقبة لم تكن بالمستوى المطلوب ونظر الى الامر وكأنه محض صدفة ..ولكن لم تمض بضع ليالي حتى تكرر الامر فجن جنون الوالد والزم نفسه واولاده بتناوب حراسة مشددة على الموقع ، وفي ذات ليلة شاهد احدهم الكلب وهو يغادر موقعه صوب مزرعة النخيل ولم يغب الكلب طويلا حتى عاد ومعه كلبا كبيرا اوربما هو ذئب مفترس جائع عندها هم الاولاد بالهجوم على الكلب والحيوان الذي يصطحبه لمنع ما قد يحصل ..ولكن الوالد ابى الا ان يعرف حقيقة حارسه الكلب الذي يطعمه ويحسن اليه ويأتمنه على حلاله وهو ينام غرير العين معتمدا على الكلب الامين واضعا ثقته وامانته بمن هو ليس بمستوى الامانة .. بكلب شاذ منحرف خان ما اؤتمن عليه فترى ماذا سيكون عقاب ذلك الكلب ؟ ان لم يكن القتل فهو الطرد ليعيش جائعا مطاردا ذليلا بين اقرانه من الحيوانات ، لقد عكست تلك الحكاية العلاقة بين الانسان والحيوان كما عكست مدى وشدة الالم والخيبة عندما يكتشف المرئ ان هناك من يخونه حتى وان كان ذلك حيوانا..فكيف يكون الامر عندما يذهب حكام الخليج العربي وفي مقدمتهم حكام السعودية ودويلة قطر ليس لغابة نخيل مجاورة كما فعل الكلب ولكنهم يعبرون المحيطات ويناشدون الاعداء الامريكان ومن يأتمر بأمرهم لاستعدائهم على بلد عربي ويتم تحشيد الجيوش الجرارة لضرب سوريا التي تعيش حالة من التمزق والتشتت والتبعثر ويسيل دماء اهلها انهارا ،هذا هو حال العرب وموقفهم من سوريا وبغض النظر عن الاتهامات الجاهزة ومن المعتدي والمعتدى عليه ومن الذي استخدم السلاح الكيمياوي فأن المنطق يقول ليحتكم الجميع الى جهات محايدة ومن تثبت ادانته تنزل به العقوبات التي يستحقها..فكيف يطمأن الشعب العربي وينام ليله غرير العين وتحكمه هذه الشلة من الحكام العملاء والرجعيين والمنحرفين ؟